أخبار تونس- بالرغم من شدة وطأة الأزمة المالية العالمية التي ضربت معظم اقتصاديات الدول الكبرى المؤثرة واقتصاديات الدول النامية والفقيرة على حد سواء فإن تونس تمكنت من تجاوز تداعيات هذه الأزمة. كان هذا هو محور حديث السيدة باتريسيا فرانسيس المديرة التنفيذية لمركز التجارة العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة والتي أشارت إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية تحتم على الاقتصاديات اليوم تناول ملف التنمية من وجهات نظر مختلفة لتجاوز تداعيات هذه الأزمة مشيرة إلى أن الوعي العميق السائد اليوم لدى الشعوب والأفراد في ظل التحديات التي يواجهها العالم مثل الفقر والتغيرات المناخية تفرض انتهاج مقاربة تضامنية. وصفت المديرة التنفيذية لمركز التجارة العالمي أداء الاقتصاد التونسي في التقرير الذي أعده البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية ومنتدى دافوس حول القدرة التنافسية في إفريقيا ب”الممتاز” . وبينت في حديث للتلفزة التونسية يوم الخميس الماضي أن تصنيف تونس في المرتبة الأولى إفريقيا و36 على المستوى العالمي يمثل مصدر فخر للتونسيين إذ يعكس التقدم الهام الذي حققته تونس على مستوى البنية الأساسية وقطاعات التربية والصحة وحجم السوق واعتماد التكنولوجيات الحديثة للاتصال. وأضافت أن تونس لم تكن قادرة على تحقيق هذه النتائج الجيدة لو لم تستثمر كثيرا في التنمية البشرية وهو ما يبرز البعد الاجتماعي في السياسة التنموية لتونس مشيرة إلى أن الأزمة العالمية الحالية أثبتت أن كل نظام اقتصادي مستدام يتعين أن يأخذ في الاعتبار البعد الاجتماعي والإنساني للتنمية. وأكدت في ذات السياق على صواب الدعوة التي توجه بها الرئيس زين العابدين بن علي لإنشاء صندوق عالمي للتضامن والذي طرح بصفة جلية المعضلة الحقيقية لتجسيم التنمية في العالم. واستعرضت السيدة باتريسيا فرانسيس، التي زارت تونس للمشاركة في الندوة الإقليمية لإطلاق برنامج تحسين القدرات التجارية للدول العربية، المهام التي يقوم بها مركز التجارة العالمية مشيرة إلى أن هدفه الأساسي يتمثل في إبراز أفضل التجارب في مجال القدرة التنافسية والقدرة على النفاذ إلى الأسواق العالمية. وبينت أن اختيار تونس لإطلاق برنامج تحسين القدرات التجارية الذي يستهدف خمس دول عربية وهي تونس والمغرب والجزائر ومصر والأردن جاء نتيجة دراسة مقارنة معمقة قام بها المركز منذ سنتين وأثبتت أن تونس تعتبر البلد الوحيد القادر على أن يكون منارة لإطلاق البرنامج. وأبرزت تعدد الاتفاقيات التجارية التي تربط تونس بعديد البلدان الأجنبية فضلا عن التنوع الكبير لتجارتها البينية وهو ما يفتح أمامها فرصا هامة للاستفادة من الفرص التي توفرها الأزمة المالية العالمية.