أخبار تونس– تعد تونس 36.8 مهندس لكل 100 ألف ساكن مقابل 86.5 في فرنسا و164.9 في كوريا وذلك وفقا لإحصائيات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية سنة 2006 .وقد وصل هذا العدد إلى 43.7 لكل 100 ألف ساكن سنة 2008. ويظل الهدف بلوغ 7000 مهندس في أفق 2011-2012 . وهي مؤشرات دالة على أن تونس تحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال.إذ يحظى التكوين الهندسي باهتمام كبير في تونس اعتبارا لما يوفره هذا الاختصاص الهام من إمكانيات للتنمية الشاملة ولمزيد التقدم بالاقتصاد الوطني في ميادين مختلفة. وقد انتظم في هذا الإطار، ملتقى يوم الاثنين بمدينة العلوم بتونس حول موضوع “تكوين المهندسين والتوجهات الجديدة”. وقد مثلت حاجيات المؤسسات الاقتصادية من المهندسين وتجربة تونس في تكوين هذا السلك، أهم محاور هذا الملتقى الذي أشرف عليه السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا بحضور مديري المدارس الفرنسية للهندسة. وتجدر الإشارة إلى أن منظومة التكوين الهندسي الوطنية تتوفر حاليا على 22 مؤسسة تكوين منها 07 مؤسسات تكوين هندسي فلاحي تضم 2106 طالب، إلى جانب 9 مدارس تكوين هندسي غير فلاحي تضاف إليها مرحلة للتكوين الهندسي بكلية العلوم بتونس. كما توجد 05 معاهد عليا مؤهلة للتكوين الهندسي منها 04 معاهد عليا للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بتونسوسوسة وحمام سوسة وصفاقس. وتضم حوالي 742، طالبا إلى جانب المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بتونس الذي يضم حوالي 1200 طالب. وبذلك تضم مختلف المدارس والمعاهد الوطنية المعنية بالتكوين الهندسي حوالي 12 ألف طالب. ويبلغ عدد الطلبة الجدد المرسمين بالشعب الخاصة بتكوين المهندسين خلال السنة الجامعية المقبلة 7500 طالب يدرسون في 17 مدرسة للهندسة منهم نحو 3400 طالب نجحوا في المناظرات الوطنية للالتحاق بالمدارس العليا للهندسة في جويلية 2009، مقابل 3168 طالب في جويلية 2008. ويذكر أن عدد الموجهين إلى المراحل التحضيرية للتكوين الهندسي ارتفع من 4882 طالبا خلال السنة الجامعية 2007 2008 إلى 6402 طالب خلال السنة الجامعية 2008 2009 أي بزيادة حوالي 1500 طالب. كما تم فتح آفاق أكبر لحاملي الإجازات والأستاذيات العلمية للالتحاق بمراحل تكوين المهندسين.إذ ارتفع عدد المقبولين منهم في المناظرات الخصوصية العادية والاستثنائية للدخول إلى السنة الثانية من مراحل التكوين الهندسي 12 مرّة سنة 2007 2008 مقارنة بالسنة التي سبقتها. مع العلم أنه تم فتح 1200 مقعدا لهؤلاء بعنوان السنة الجامعية 2009 2010. وقد شهدت السنة الحالية التحاق 135 طالب تونسي بالمدارس العليا الفرنسية للهندسة. كما تطور عدد خريجي مدارس الهندسة المتكونين سواء في تونس أو بالخارج من 1630 مهندس خلال الموسم الجامعي 2001-2002 إلى 4510 مهندس خلال 2007-2008 من بينهم 31 بالمائة في اختصاصات الإعلامية والاتصالات و16 المائة في قطاع الصناعات الغذائية. وتعتبر الاتفاقية المبرمجة في شهر أفريل 2009 بين المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس والمدرسة الوطنية العليا للتقنيات المتقدمة بفرنسا للتكوين المشترك بين المدرستين مثالا للتعميم على كل المدارس. وتنص هذه الاتفاقية على تكوين 50 طالبا تكوينا مزدوجا يفضي إلى شهادات مزدوجة بين المؤسستين. وفي ما يخص تدعيم جودة التكوين في هذا المجال، تم توسيع مجال اعتماد التكوين الإشهادي(LPI)، وتعميم تدريس الانقليزية. كما يجري تدعيم التكوين في نطاق الشهادات المزدوجة بين المؤسسات الهندسية التونسية ونظيرتها الأجنبية. وأكد السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا،في ملتقى “تكوين المهندسين والتوجهات الجديدة” حرص تونس على النهوض بمهنة المهندس وتأمين تكوين ذي جودة عالية في نطاق التعاون الدولي. كما تعرض الوزير إلى الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين مدارس المهندسين والمؤسسات في الوسط الاقتصادي من أجل ترسيخ ثقافة إحداث المؤسسات ومزيد تشريك المهنيين في البرامج والأنشطة البيداغوجية فضلا عن تأطير الطلبة وإعدادهم لمهن المستقبل. كما نوه بالتعاون المثمر التونسي الفرنسي في هذا المجال والذي تجسم من خلال إمضاء عديد الاتفاقات لا سيما بين المدرسة الوطنية للمهندسين في تونس والمدرسة الفرنسية العليا للتقنيات الحديثة بهدف تطوير صيغ التكوين الإشهادي المشترك طبقا للمواصفات العالمية للجودة. ومن جهته لاحظ السيد سارج ديغالي سفير فرنسابتونس أن تكوين المهندسين يعد من محاور التعاون الثنائي بهدف تأمين تقدم تونس نحو اقتصاد المعرفة. وذكر في هذا الصدد بمساهمة بلاده في إحداث المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا ودعم الأقسام التحضيرية بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية مشيرا إلى أن 1500 طالب في شعب الهندسة يواصلون الدراسات العليا في فرنسا أي بنسبة 15 بالمائة من الطلبة التونسيين.