تونس-الصباح اثبت دليل التوجيه الجامعي الجديد تمشي وخيارات الدولة في التركيز على الدراسات الهندسية والتطبيقية من خلال فتح عدد من الكليات والمعاهد العليا الجديدة المختصة والترفيع في طاقة استيعاب الشعب الهندسية والتكنولوجية والتقنية وذلك في اطار ملاءمة التكوين مع حاجيات البلاد من اليد العاملة والكفاءات بالنظر الى ما ينتظرنا في السنوات القادمة من مشاريع استثمارية ضخمة وخاصة الخليجية منها والتي تتطلب الآلاف من المهندسيين والفنيين. وقد جاء دليل التوجيه الجامعي الذي يعكف الطلبة الجدد هذه الايام على الاطلاع عليه وتحديد خياراتهم المستقبلية ليدعم هذا الاتجاه مرفعّا في عدد المقاعد المخصصة للدراسات التحضيرية للهندسة على غرارالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس الذي سيفتح أبوابه في السنة الجامعية المقبلة لحوالي 785 طالبا، إضافة إلى قرابة 560 طالبا بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بالمنار و785 طالبا بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بالمنستير و699 طالبا بالمعهد التحضيري بصفاقس و480 طالبا بالمعهد التحضيري بقفصة و400 طالبا بالمعهد التحضيري بقابس. وتتوفر حاليا بتونس 6 معاهد تحضيرية للمهندسين، إضافة إلى عدد من معاهد عليا للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومدارس ومعاهد علوم الاعلامية والملتميديا، والاحصاء وتحليل المعلومات، والمواصلات وتقنيات الاتصال ويذكر أن عدد خريجي الهندسة بلغ هذه السنة قرابة ال 4250 خريجا والهدف هو الوصول إلى 7 آلاف خريج سنويا في اختتام السنة الجامعية 2011-2012 خاصة وأنه سيتم تدعيم مؤسسات التعليم العالي الهندسية في السنوات القادمة وينتظر احداث مدرسة وطنية للمهندسين ببنزرت فى اطار التعاون التونسي الفرنسي بعد ان شهدت السنة الجامعية الحالية فتح معهد تحضيرى للدراسات الهندسية بقفصة ومرحلة تحضيرية للدراسات الهندسية بالقيروان. هذا الى جانب العدد المحترم للطلبة التونسيين الذين يزاولون دراساتهم العليا فى الاختصاصات الهندسية بالخارج والذين بلغ عددهم خلال السنة الجامعية المنقضية ال 964 طالبا بينهم 772 فى المرحلة الثانية من مدارس المهندسين الى جانب 403 طلبة يعدون رسائل دكتوراه فى جامعات اجنبية. وفي اطار التوجه القائم على تحقيق الهدف القاضي بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المهندسين والفنيين الذين تستحقهم المشاريع الاستثمارية الضخمة وعدم اللجوء الى خبرات اجنبية وخاصة منها الآسياوية، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا تنظيم مناظرات خصوصية بالملفات للدخول إلى السنة الاولى والسنة الثانية بالمدارس الوطنية لتكوين المهندسين وبمراحل تكوين المهندسين بالمعاهد العليا للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا والمعاهد المماثلة لها وذلك بعنوان السنة الجامعية 2009/2010. كما تم الاعلان وبصفة استثنائية عن فتح مناظرة خصوصية بالملفات لفائدة المحرزين على شهادات تقني سام من خريجي المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية، لمواصلة الدراسة بالمدارس الوطنية للمهندسين وذلك في حدود 500 مقعد. كما تم الاعلان كذلك عن فتح مناظرة خصوصية ثانية بالملفات للدخول إلى السنة الثانية بمؤسسات تكوين المهندسين، لفائدة حاملي الاستاذية العلمية في اختصاص الفيزياء، الرياضيات، والجيولوجيا، الاعلامية والعلوم الطبيعية. ويبلغ العدد الجملي للبقاع المفتوحة حوالي 500 مقعد. وتأتي هذه المناظرات في إطار تجسيم القرار الرئاسي بتعزيز التكوين الهندسي، والعمل على الرفع من طاقة التكوين للمهندسين بما لا يقل عن 7 آلاف مهندس سنويا في آفاق 2011، كما تهدف إلى فتح افاق اكبر لحاملي الاجازات والاستاذيات العلمية للالتحاق بمراحل التكوين الهندسي. ويذكر أن وزارة التعليم العالي قد نظمت خلال شهر مارس الماضي، مناظرة خصوصية أولى لحاملي الاستاذية العلمية للدخول إلى مدارس تكوين المهندسين، وذلك في حدود 460 مقعدا، وفي إطار دروس مسائية ونهارية. وما يجب الاشارة اليه أن عدد المهندسين حاليا في تونس يعتبر دون المأمول مقارنة بالمعدل العالمي، إذ يبلغ المعدل الوطني ثلاث مهندسين لكل ألف ساكن، والهدف هو الارتقاء بهذا المعدل إلى 4 مهندسين لكل ألف ساكن. وتعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في الوقت الراهن على تجسيم منظومة الاشهاد في الدراسات الهندسية بالتنسيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال، وهو ما من شأنه أن يعطي الاضافة لتكوين المهندسين باعتبار أن الاشهاد يضمن تكوين على درجة عالية من الجودة، ويمنح شهادة الهندسة مقروئية كاملة في جميع بلدان العالم ويفتح آفاقا جديدة للتشغيل سواء في تونس أو خارجها.