ماذا أعد ديوان التطهير ووزارة التجهيز استعدادا لأمطار الخريف وهل هناك اجراءات استباقية لمجابهة موسم الامطار؟؟ سؤال يطرح مع بداية كل خريف سيما وأن تونس تشهد في هذه الفترة من كل عام عديد المشاكل التي تحولت إلى شبه عادة حيث تغرق شوارعنا في الأوحال المنجرّة عن الفيضانات او حتى مجرد تهاطل كميات كبيرة من الأمطار خاصة في وسط العاصمة والأحياء الشعبية المتاخمة لها نتيجة انسداد قنوات التطهير أو تعطبها وانفجار قنوات الصرف الصحي و«البالوعات» مما يسبب معاناة ومآسي لعديد المواطنين وتعطلا لحركة المرور سيما بالتزامن مع العودة المدرسية والجامعية. وفي اتصال ل «التونسية» بمصدر مسؤول بديوان التطهير افاد انه الى جانب عمليات الجهر المتواصلة على مدار السنة لشبكة تصريف المياه المستعملة يقوم الديوان بتكليف من الدولة بصيانة عدد من الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن وأحواض تجميع مياه الأمطار وذلك حسب قائمة يتم ضبطها بالتنسيق مع الوزارات المعنية وهي وزارة الداخلية والتنمية المحلية ووزارة التجهيز كما يقوم الديوان في الاطار نفسه بضخّ مياه سبختي أريانة والسيجومي لتخفيض منسوبها. وأضاف المصدر انه تم في اطار الاستعداد لمجابهة مخاطر موسم أمطار الخريف 2012 وتحسبا لما ينجر عنها من سيول ومساهمة منه في الحدّ من أخطار ظاهرة الفيضانات وحفاظا على مردودية منشآت التطهير حتى تؤدي وظيفتها على أحسن وجه اعد الديوان الوطني للتطهير منذ شهر أفريل 2012 برنامجا لصيانة وتعهد المنشآت مع تحديد نوعية التدخل الواجب القيام به ويتضمن البرنامج جهر شبكات المياه المستعملة وملحقاتها مع التركيز بداية من شهر جوان الماضي على الشبكات المتواجدة بالمناطق المنخفضة والمهددة بارتفاع مستوى المياه الى جانب جهر الأودية ومجاري المياه. وأشار مصدرنا الى ان الديوان الوطني للتطهير سخّر العديد من التجهيزات الموزعة على كافة انحاء الجمهورية وتتمثل في 65 شاحنة أوحال (Engin à boue) للجهر اليدوي لشبكات الربط وثغرات المراقبة و87 شاحنة مزدوجة لجهر قنوات الشبكات من الداخل باستعمال المياه المتدفقة بقوة وشفط الأتربة والأوحال والزيوت و10 شافطات عملاقة لتفريغ محطات الضخ واستخراج الأوحال والرمال الراسبة، اضافة الى 19 جاهرة وشافطة صغيرة للتدخل في الأنهج الضيقة بالمدينة العتيقة بالعاصمة و25 شافطة لشفط الأتربة والأوحال المتواجدة بملحقات الشبكة المصممة لاستيعاب المياه المتأتية من الاستعمال المنزلي دون سواها و28 مضخة مياه تتراوح طاقة استيعابها بين 300و900 متر مكعب. وأضاف المصدر نفسه انه تم ضبط برنامج استثنائي لجهر شبكة المياه المستعملة وملحقاتها بالمناطق والاحياء المنخفضة وان هذا البرنامج انطلق منذ شهر جويلية المنقضي وسيتم استكماله حتى موفى سبتمبر ويشمل جهر 1100 كلم من الشبكة المركزة بالمناطق المهددة بالمياه عند نزول أمطار غزيرة وأضاف المصدر ان مصالح الديوان تدخلت لجهر وتنظيف 57 واد ومجرى على طول 132٫5 كلم و31 حوضا لتعديل انسياب مياه الأمطار موزعة على 9 ولايات، وهي تونسواريانة ومنوبة وبن عروس وبنزرت ونابل وسوسة والقيروان وصفاقس هذا ويقوم الديوان الوطني بضخ المياه الراكدة بسبختي السيجومي واريانة عن طريق منظومة متكونة من محطتي ضخ عملاقتين طبقا لمسارين لتصريف المياه: الأول في اتجاه وادي مليان والثاني في اتجاه ميناء تونس بالنسبة لسبخة السيجومي ومحطة ضخ وقنوات تحويل في اتجاه البحر بالنسبة لسبخة اريانة. وزارة التجهيز افادت بدورها وحسب مكتبها الاعلامي ان مصالح الوزارة بادرت إلى اتخاذ اجراءات استباقية على الصعيدين المركزي والجهوي تمثلت في القيام بالأشغال اللازمة لتعهد الطرقات والمسالك وتفقد جميع المنشآت المائية المركزة على الطرقات سواء كانت داخل او خارج مناطق العمران وحصر المنشآت المائية التي ليست في حالة وظيفية مرضية وأضاف المسؤول الاعلامي بالوزارة ان الادارات الجهوية للتجهيز في مختلف الولايات تدخلت لتنظيف وجهر هذه المنشآت المائية ومجاري الأودية العابرة للمدن كما دعت الوزارة ممثليها في الجهات الى اشعار السلط الجهوية المعنية بالحالات التي تتطلب التدخل العاجل والى التنسيق مع المصالح الجهوية للفلاحة لتكثيف برامج أشغال المحافظة على المياه والتربة على مستوى أحواض الصبّ العليا ورفع الترسبات المتراكمة من أوحال وحصى ورمل في مجاري الأودية كما تم تعيين فريق قار على مستوى كل ولاية وتمكينه من المعدات الضرورية للتدخل السريع في حالة وقوع فيضانات أو سيول كبيرة وذلك بالتنسيق مع السلط الجهوية. هذا وتولت إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز خلال الفترة الممتدة من جانفي الى موفى جويلية الماضي جهر وتنظيف حوالي 1143 كلم من القنوات بمختلف احجامها ومجاري الأودية والمجاري الفرعية ذات العلاقة بهذه المنشآت وصيانة وترميم ما يقارب 150 منشأة ويتواصل التدخل منذ شهر اوت الفارط ويتواصل خلال شهر سبتمبر الحالي حيث من المنتظر ان يتم جهر وتنظيف حوالي 340 كلم من المنشآت منها 200 كلم بصفة مباشرة عن طريق الموارد البشرية والمعدات التابعة للإدارة والبقية عن طريق المقاولات. وطالبت وزارة التجهيز البلديات بضرورة تدخلها لتنظيف هذه المجاري والبالوعات وشبكات تصريف المياه الراجعة إليها بالنظر حتى تتمكن هذه المنشآت من أداء دورها بنجاعة عند نزول الأمطار.
