أخبار تونس – أصبح الموت الفجئي للرياضيين في مختلف بلدان العالم مصدر قلق يحتّم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ويفسّر المختصون الوفاة بتضخّم مرضي لعضلة القلب، ويعدّ هذا التضخم من أهم أسباب الوفاة المفاجئة نتيجة السكتات القلبية وأكثرها شيوعاً بنسبة 36% . وهو خلل صباغي يتميز بتضخم البطين الأيسر، عادة ما يصيب الحاجز البطيني، و تنحصر أعراضه بألم في الصدر عند بذل مجهود بدني، وصعوبة في التنفس أو شعور بالإغماء، وهذا ما يفسر حدوثها في ملاعب كرة القدم بصورة أكبر نتيجة الجهد الكبير الذي تحتاجه هذه الرياضة، إلا أن أكثر اللاعبين المصابين بالمرض لا يشعرون بتلك الأعراض حتى حين لحظة الوفاة. ومن الأسباب الأخرى للوفاة المفاجئة تضخم البطين الأيسر بشكل يفوق حدود التضخم الفسيولوجي لقلب اللاعب، وأسبابه لا زالت غير معروفة إلا أن نسبة حدوثه بلغت %10 من الحالات، ويأتي بعد ذلك في نسبة الحدوث داخل الملاعب أمراض الشرايين التاجية الخلقية من 17%إلى %19. في هذا السياق يوصي أخصائيو الطب الرياضي الرياضيين اليافعين بالخضوع لفحص تخطيط القلب الكهربائي من أجل معرفة ما إذا كانوا يعانون من عيوب في القلب خشية وفاتهم بشكل مفاجئ في الميدان خلال قيامهم بتمارين مجهدة. وتجنبا لهذا الخطر يطالب أطباء وباحثون منذ سنوات بإخضاع ممارسي الرياضة التنافسية لفحوص من أجل التأكد من عدم معاناتهم من تشوهات خلقية في القلب قد تؤدى إلى وفاتهم. ويؤكد الباحثون أن تخطيط القلب الكهربائي قد يكشف الكثير من الاختلالات الطبيعية عند مشاركة البعض في نشاطات رياضية وتنافسية عنيفة ما يحمل البعض على الاعتقاد بأن الأمور عادية وبالتالي ليس هناك حاجة للقلق. ولكن نتيجة الدراسة التي نشرت في مجلة الطب الرياضي واللجنة الاولمبية الدولية قد تغير رأى هؤلاء حول هذه المسالة وتدفعهم للنظر بجدية في هذا الموضوع. ويذكر أن الباحثين أجروا مسحا طبيا ل 371 رياضيا تتراوح أعمارهم ما بين 12 و35 سنة على مدى عامين فتبين أن فحوص التخطيط القلبي الكهربي كانت نتائجها مثيرة للقلق بالنسبة إلى 47 منهم، فيما تبين أن 10 منهم كان لديهم أمراض قلبية خطيرة وتم الطلب خلالها من 4 منهم التوقف عن ممارسة الرياضة التنافسية أو العنيفة. لذلك أصبح من الضروري أن يخضع الرياضيون وفي سن مبكرة لتخطيط القلب الكهربائي لتجنّب أي مضاعفات قد تؤدي إلى الموت. ويذكر أن تونس تسعى في هذا الإطار إلى المحافظة على زادها البشري حيث يخضع الرياضيون بمختلف أصنافهم إلى الفحوصات الطبية بصفة منتظمة، وذلك ما يبرر ندرة الوفيات المفاجئة.