حظي قطاع الشباب منذ التحول بسلسلة من المكاسب والاجراءات الهامة بواته موقعا استراتيجيا ضمن سياسة الدولة التي ارتقت به الى صدارة الاوليات الوطنية ايمانا بدوره الفاعل في دفع مسيرة البناء والتحديث وكسب رهانات الحاضر ورفع تحديات المستقبل.وقد تجددت مظاهر العناية بهذا القطاع الحيوى على امتداد العام الجارى من خلال اعلان الرئيس زين العابدين بن علي جملة من القرارات الرائدة جاءت لتعزز رصيد مكاسب الشباب في العهد الجديد وتوكد مدى الحرص على دعم انخراطه في المشروع الحضارى لتونس الغد. ويعد الحوار الوطني الشامل مع الشباب الذى اذن رئيس الدولة بتنظيمه تحت شعار “تونس اولا” حدثا وطنيا بارزا شهد مشاركة اكثر من 400 الف شاب وشابة من داخل تونس وخارجها من مختلف الفئات والانتماءات (60 بالمائة منهم يمثلون الشباب المستقل) وتم خلاله تنظيم حوالي 6500 حوار مباشر واكثر من 2000 حوار قطاعي اضافة الى الحوارات على الانترنات وعبر مختلف وسائط الاعلام والارساليات القصيرة. وقد طبع الحماس والتفاعل كافة منتديات الحوار التي تم خلالها التطرق الى العديد من المواضيع الهامة في اجواء اتسمت بروح من المسوولية والممارسة الديمقراطية والحرية. كما اضفى هذا الحوار حركية كبرى في مختلف الاوساط الشبابية عكست مدى وعي هذه الشريحة الاجتماعية بحجم الرهانات المرتقبة والتزامها التام بالانخراط في المشروع التحديثي وبالثوابت الوطنية وتمسكها بمبادى وقيم النظام الجمهورى. وياتي ميثاق الشباب التونسي الذى وقع عليه شباب من مختلف الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في الذكرى الحادية والعشرين للتحول تتويجا لسنة كاملة من الحوار عبر فيه الشباب عن التزامه بالولاء للوطن والذود عن سيادته وتعزيز مناعته والتشبث بمقومات الهوية الوطنية وعزمه على مضاعفة البذل ومزيد المثابرة على درب البناء المتواصل لتونس والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة. ويمثل هذا الميثاق الاول من نوعه في تونس وعلى المستويات الافريقية والعربية والمتوسطية وثيقة مرجعية هامة في مسار بلورة الاستراتيجية الوطنية للشباب بالنسبة للمرحلة القادمة تلتزم بها الاطراف ذات العلاقة وتكون بمثابة الية للتنسيق والتعاون والشراكة بين جميع الاطراف المعنية بقطاع الشباب. وفي مبادرة اخرى تهدف الى تدعيم حضور الجيل الصاعد في مواقع المسوولية اذن رئيس الدولة بتطوير تركيبة اللجنة المركزية للتجمع الدستورى الديمقراطي في افتتاح موتمر التحدى الذى انتظم من 30 جويلية الى 2 اوت الماضيين واثرائها باضافة شاب وشابة من التجمعيين دون سن الثلاثين ضمن القائمة الوطنية عن كل لجنة تنسيق وعن هياكل التجمع بالخارج . وتوكد هذه الخيارات ثبات الارادة السياسية على تشريك الشباب في صنع القرار ودعم تواجده في الحياة العامة بما يتيح له فرص التدرب على الممارسة الديمقراطية ويمكنه من المشاركة الفاعلة في صياغة خيارات الحاضر وتوجهات المستقبل. لقد ارتكزت المقاربة الشبابية في تونس منذ السنوات الاولى للتغيير على مبدا الحوار كوسيلة للتواصل مع الشباب ورصد تطلعاته والانصات الى مشاغله. كما عرفت برامج الاحاطة بهذه الفئة والانشطة الموجهة لها قفزة نوعية هامة تجسدت بالخصوص في اقرار خطة وطنية لتاهيل المؤسسات الشبابية وتعصير بنيتها الاساسية واثراء برامجها لا سيما في مجالي الترفيه ونشر الثقافة الرقمية. كما مكنت هذه الخطة من تحقيق عدة مكاسب على غرار ربط الموسسات بشبكة الانترنات ودعم انماط الرسكلة والتكوين وفق مناهج بيداغوجية وعلمية. ولعل الاستشارات الوطنية التي انتظمت سنوات 1996 و2000 و2005 والاستشارة الشبابية حول الترفيه سنة 2002 ابرز مثال على ذلك فقد شكلت احدى الاليات التي دابت تونس على اعتمادها للاستئناس بنتائجها في بلورة المخططات التنموية في مختلف المجالات. وفي هذا السياق جاءت الاستشارة الوطنية حول التشغيل التي انتظمت سنة 2008 باذن من الرئيس زين العابدين بن علي لتترجم الحرص على الارتقاء بهذا القطاع الى صدارة الاهتمامات الوطنية من خلال تعميق النظر في السبل الكفيلة باستحثاث نسق التشغيل واحداث مواطن شغل جديدة لاستغلال ما يتوفر لدى الشباب من كفاءات وطاقات ابداعية بما يساهم في دفع الدورة الاقتصادية. وفي خطوة تهدف الى تمكين الشباب من مسايرة التحولات العميقة التي تعرفها الحياة الشبابية بادر الرئيس زين العابدين بن علي خلال الذكرى الحادية والعشرين للتحول بالاعلان عن سلسلة من القرارات الجديدة انطلاقا من قناعة سيادته الراسخة بان الشباب هو عماد التغيير وعنفوانه المتجدد وثروة تونس التي لا تنضب. وقد شملت هذه الاجراءات الدعوة الى تطوير الهياكل الشبابية حتى تتاقلم مع الخصائص الجديدة لشباب تونس والشروع في وضع استراتيجية لسياسة تونس الشبابية للفترة (2009 / 2014) لضبط الاهداف المقبلة وتنسيق انشطة القطاعات المخصصة للشباب. وفي اطار ما عرفت به تونس من مبادرات دولية في شتى المجالات وخاصة منها الشبابية والرياضية جاءت دعوة رئيس الدولة في افتتاح اشغال الموتمر الدولي حول “قضايا الشباب في العالم الاسلامي” في نوفمبر الماضي الى اقرار عام 2010 “سنة دولية للشباب” وعقد موتمر عالمي للشباب في نفس السنة تحت رعاية منظمة الاممالمتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية يحضره الشباب من كل انحاء العالم وينتهي باصدار ميثاق دولي “يكون هو الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة” لتوكد ضرورة توسيع دائرة الاحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه في سائر الميادين. وتاتي هذه الدعوة امتدادا لخيارات تونس الصائبة في مجال التعاطي مع الشان الشبابي بعد مصادقة منظمة الاممالمتحدة على مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى اعتبار الرياضة وسيلة للتربية والصحة والتنمية والسلم سنة 2003 واعلان سنة 2005 سنة دولية للرياضة والتربية البدنية. وهو ما يشكل اعترافا دوليا لتونس العهد الجديد بنجاح مقاربتها الشبابية من خلال سياسة ترتكز اساسا على تمكين الناشئة من كافة مقومات بناء الذات ومساعدتها على مواكبة التحولات العميقة التى تعرفها الحياة الشبابية وما تفرزها من متغيرات قيمية وسلوكية متسارعة. ان ما تحقق للشباب في تونس من انجازات ومكاسب رائدة في شتى الميادين يدعوه اليوم الى مزيد الانخراط الفاعل في الحياة العامة والالتزام بروح المسوولية حتى يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه رئيس الدولة ويضطلع بدور بارز في دفع المسيرة التنموية للبلاد.