أخبار تونس – خلال شهر رمضان تشهد القنوات التلفزية العربية طفرة في الإنتاج الدرامي، وتعدّ هذه الانتاجات خصيصا لشهر رمضان ليعاد بثّها لاحقا على مدى سنة كاملة. فعلى امتداد شهر الصيام تحظى الأعمال الدرامية بمتابعة هامة. وفي هذا الشهر نشهد عودة قوية للمشاهد التونسي الذي يتابع باهتمام القنوات الحكومية والخاصة على حدّ السواء، وقد أثبت الانتاج الدرامي على مدى سنوات تطوره على مستوى المضمون وقدرته على تناول عديد القضايا التي تشغل المواطن إلا أنه يبقى محدودا وموسميا. ومع اقتراب نهاية شهر رمضان وانتهاء بث عديد الأعمال التي وقع عرضها خلال النصف الأول إضافة إلى تقدم حلقات بعض الأعمال الدرامية التي شرع في بثها بداية من النصف الثاني من رمضان بات من الضروري التوقف عند هذه الأعمال لمعرفة مدى متابعة المشاهد التونسي لها مقارنة بالأعمال العربية الأخرى، إضافة إلى تقييمها. في هذا السياق انتظمت مسامرة رمضانية محورها واقع الإنتاج الدرامي علي القنوات التلفزية التونسية خلال شهر رمضان بفضاء دار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة. وتعتبر هذه المسامرة سنّة دأبت إدارة الدار على تنظيمها خلال النصف الثاني من شهر رمضان مساهمة في تقديم قراءة لما يعرض من انتاجات تلفزية وخاصة الأعمال الدرامية الرمضانية التي تسجل نسبة مشاهدة هامة من قبل التونسيين. تجدر الإشارة إلى أن القنوات المحلية خلال شهر رمضان تشهد إقبالا كبيرا مقارنة ببقية السنة. وهو ما أكده السيد حسن الزرقوني مدير مؤسسة قيس المشاهدة “سيغما” الذي أفاد أن قسط المشاهدة للقنوات المحلية يصل إلي 93 % في رمضان مقابل 45 % أثناء الإفطار. ويشار إلى أن الدراما شكلت المادة الأساسية التي تحظى بالمتابعة حيث بلغت نسبة مشاهدة مسلسل مكتوب على “قناة تونس 7′′ 68% و46 % بالنسبة لسيتكوم”شوفلي حل” وهو أيضا يبث على قناة تونس7. كما تصل نسبة مشاهدة مسلسل عاشق السراب على قناة تونس 21 إلى 24.2%. في حين بلغت نسبة مشاهدة مسلسل “نجوم الليل” الذي وقع بثه على القناة الخاصة حنبعل 33.6% ، ويذكر أن نسبة مشاهدة مسلسل “أقفاص بلا طيور”الذي يبث حاليا على “قناة تونس 21′′ بلغت 17% . وقد شهدت الدراما التونسية خلال السنوات الأخيرة تحولات ناتجة عن تطور المشهد السمعي البصري التونسي خلال السنوات الأخيرة فقد أصبح يتسم بالتعددية من خلال بروز قنوات تلفزية خاصة كان لها تأثير ووقع على الإنتاج التلفزيوني عموما وخاصة ما يتصل بالدراما الرمضانية إضافة إلي توجه القطاع الخاص نحو الاستثمار في الثقافة بإنتاج منوعات وبرامج ومسلسلات لفائدة القنوات التلفزية سواء العمومية أو الخاصة. وقد صاحب هذه التعددية تنوع في مضامين الإنتاج الدرامي يتميز بالانفتاح علي التحولات التي شهدها المجتمع التونسي خلال السنوات الأخيرة وهو ما جعل الدراما التونسية تخرج من دائرة المواضيع المستهلكة ، نحو معالجة شواغل واهتمامات المجتمع مما جعلها تسجل قبولا لدى المشاهد التونسي. كما انها وردت ضمن معالجة فنية وجمالية لا تخلو من التشويق والإبهار وهي عناصر أساسية في البناء الدرامي. وبذلك أضحى من الضروري توجيه نظرة نقدية بناءة لهذه الأعمال، فقد ولى زمن الإحتفاء بالإنتاج الدرامي التونسي مهما كانت جودته. كما أصبح من الضروري أن تخرج الأعمال الدرامية التونسية من دائرة المناسبتية أو الموسمية لتمتد على طوال السنة، ولن يكون ذلك إلا بمزيد تشجيع الخواص على الإستثمار في الثقافة وبالتحديد الإنتاج الدرامي خصوصا وأن هذا القطاع يتضمن كفاءات على المستوى الفني والتقني.