أخبار تونس- تشارك تونس في الفترة الممتدة من 14 إلى 18 سبتمبر في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يلتئم بفيانا. وقد ترأس الوفد التونسي السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي و البحث العلمي والتكنولوجيا الذي أنتقل إلى النمسا للمشاركة في أشغال أجندا أعمال هذا المؤتمر في دورته 53. وقد كان المؤتمر مناسبة جدد فيها السيد الأزهر بوعوني حرص تونس على الإستفادة من قطاع الطاقة ومختلف التقنيات النووية، بإعتبارها تعود بفوائد كبرى على القطاعات الإستراتيجية، لا سيما المتعلقة منها بتوفير المياه الصالحة للشرب و الطاقة الكهربائية. كما أكد في كلمته بالمناسبة تشبت تونس بحرص من الرئيس زين العابدين بن علي على إحترام المواثيق والمعاهدات الدولية و إلتزامها بالإستخدامات السلمية للطاقة الذرية. أما عن نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط،، فقد عبر عن مساندة تونس للجهود الدولية المبذولة في هذا الإطار لنشر الإستخدام السلمي للطاقة النووية و التي مثلت إحدى أبرز ورقات المؤتمر. وتؤكد المشاركة التونسية في المؤتمر أهمية التعاون المثمر بين تونس و الوكالة الدولية للطاقة الذرية و في أفق هذا التعاون، يجدر التذكير بأهمية الدراسات الخاصة بتركيز محطة إنتاج الكهرباء في تونس و ذلك باستخدام الطاقة النووية في أفق 2020. وقد أشار السيد الأزهر بوعوني إلى أهمية الصبغة الإقتصادية لإستخدام الطاقة النووية التي تعود بالفائدة على المصلحة الوطنية. و قد وقع إبرام إتفاقية البرنامج الوطني الإطاري للفترة 2008 – 2012 و سيمكن هذا الإتفاق من تأطير المشاريع ذات الأولوية في مختلف مجالات استخدام الطاقة و التقنيات النووية. ويجدر التذكير في هذا السياق أن تونس تحتضن مقر الهيئة العربية للطاقة الذرية. و هي منظمة علمية عربية تعمل، في نطاق جامعة الدول العربية، على تطوير العمل العلمي العربي المشترك ومواكبة التقدم العلمي والتقني العالمي في هذا المجال. كما تهتم الهيئة أيضا بخلق وعي علمي وتقني لدى المواطن العربي في العلوم النووية ومجالات استخداماتها السلمية. وعن هذا الجهاز المتخصص للعمل العربي المشترك، أكد السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكتولوجيا على أهمية التقيد بالمعايير الدولية لضمان الأمن النووي. كما بين سعي تونس إلى إعداد منظومة تشريعية و رقابية للأنشطة النووية تستجيب للمعايير الدولية و تسهر على تنفيذ مختلف الإلتزامات في هذا السياق. هذا فضلا عن تجديد حرصها على إحترام المواثيق و المعاهدات الدولية و إلتزامها بالإطار القانوني المنظم للإستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وقد أجتمع السيد الأزهر بوعوني على هامش المؤتمر برؤساء وفود رفيعة من الدول ال 143 الأعضاء في الوكالة، مثل رؤساء وفود فرنسا و الأرجنتين و أثيوبيا التي تطرقت في محادثاتها إلى ضرورة التعاون في مجال الإستخدامات السلمية للطاقة النووية. و تستعرض أشغال هذا المؤتمر الذي يمتد على أربعة أيام، ورقات عمل هامة تتعرض لأبرز المسائل التي بعثت لأجلها الوكالة مثل انتشار الأسلحة النووية و أسلحة الدمار الشامل و تخصيب اليورانيوم و ضرورة السعي الدائم إلى ترسيخ الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وللعلم فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي منظمة حكومية مستقلة تعمل تحت إشراف الأممالمتحدة كانت قد تأسست سنة 1957. يترأسها حاليا الدكتور المصري محمد البرادعي و من المنتظر أن تنتقل رئاستها في الأشهر القليلة القادمة إلى الديبلوماسي الياباني يوكيا امانو الذي تم المصادقة، خلال افتتاح اعمال هذه الدورة 53 ، على انتخابه المدير العام الجديد للوكالة. وهي منظمة تسعى منذ تأسيسها على تشجيع الإستخدامات السلمية للطاقة النووية و إلى الحد من إنتشار التسلح النووي و ذلك عن طريق قيامها بأعمال الرقابة و حملات التفتيش و التحقيق الدولي في المنشآت النووية.