يعد المعرض التشكيلي الذى يحتضنه حاليا رواق كانفاس بضاحية سكرة شمال العاصمة نقطة التقاء بين جيلين أو أكثر من أجيال الفن التشكيلي بتونس وتعبيرا عن الاختلاف والتنوع و ربما التكامل ايضا.وتعكس عشرات اللوحات المعروضة ما انجزه هذا الفن في تونس من تجارب وما انطوى عليه من تميز وعمق برز للعيان من خلال اعمال الرواد من مؤسسي “مدرسة تونس”. ونذكر من بين هؤلاء عبدالعزيز القرجي وعمار فرحات وجلال بن عبدالله وما حققه ايضا جيل اخر من الرسامين من امثال محمود السهيلي الذى يميل الى الانطباعية والتجريدية وابراهيم الضحاك المختص في فن الحفر فضلا عن احمد الحجرى وخليفة شلتوت والحبيب بوعبانة وورفيق الكامل الذين ينتمون الى مدارس فنية مختلفة تراوح بين التشخيصية والتجريدية ذات البعد الشاعري بما يجعل الزائر يعيش في مناخات ثرية بالرؤى والاستيهامات والمقاربات الجمالية تعبيرا عن الذات حينا وعن المفرد/ الجمع احيانا. وفي الواقع يتجاوز الهدف من وراء تنظيم هذا المعرض تقديم لوحات متميزة وغير معروفة لاحد عشر رساما تونسيا الى مزيد التعريف باعمال رسامين تركوا بصمات جلية على الساحة الفنية التونسية وساهموا في اثراء المدونة التشكيلية. يذكر ان هذا المعرض الذى يستقبل يوميا عددا هاما من هواة الفن التشكيلي ومحترفيه يتواصل الى غاية موفى الشهر الحالي.