انعقدت أمس الأربعاء بتونس جلسة عمل خصصت لمتابعة تنفيذ برنامج الإحاطة بالأحياء الشعبية بالمدن الكبرى 2007 /2009 والبرنامج الإضافي 2009/2012 الذي اقره رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر الماضي والذي يهم 21 منطقة تشتمل على 56 حيا لفائدة حوالي 200 ألف ساكن باعتمادات تبلغ 150 مليون دينار. وأكد السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية أمام هيئة القيادة المكلفة بانجاز هذه المشاريع والتي تضم ممثلين عن وزارات الداخلية والتنمية المحلية والتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية والتنمية الاقتصادية والمالية والبيئة والتربية وعدد من الهياكل التابعة لهم أن هذه البرامج تتنزل في إطار إستراتيجية تنموية محورها الإنسان ترتكز علي التكامل بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وتجسم إرادة رئيس الدولة في تعزيز التماسك الاجتماعي وضمان مقومات المجتمع المتوازن وهي مقاربة جلبت لتونس تقدير واحترام الأوساط الدولية. ولاحظ أن مختلف تدخلات البرنامج في الأحياء المستهدفة حققت الإضافة في مجال تحسين البنى الأساسية والمرافق والتجهيزات الجماعية ودعم الأنشطة المنتجة وإحداث موارد الرزق ومواطن الشغل بما ساعد علي تحسين ظروف عيش المواطنين وتامين مقومات الكرامة لهم وهي تدخلات تركت أفضل الانطباعات في نفوس الناس. وشدد الوزير علي ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات لاستكمال الأقساط الباقية والتقيد باحترام آجال البرنامج الأصلي الذي يحتل فيه عنصر التشغيل مكانة بارزة داعيا إلى وضع الترتيبات اللازمة التي تضمن حسن انطلاق البرنامج الإضافي في افضل الظروف وفق نظرة شاملة تراعى التوجهات الكبرى وتستفيد من ديناميكية انجاز البرنامج الأول. وثمن السيد عمر بن محمود كاتب الدولة المكلف بالصندوق الوطني للتضامن 26 /26 الأشواط الايجابية التي قطعت لتنفيذ البرنامج وحرص جميع الأطراف على تجاوز الصعوبات ولاسيما العقارية منها من اجل احكام توجيه الدعم وبرامج الإحاطة والمساعدة إلى أكثر الأحياء احتياجا. وأبرز أن البرنامج الجديد للإحاطة بالأحياء الشعبية يمثل امتدادا لبرنامج متكامل وطموح تتفاعل ضمنه هياكل الدولة ومكونات المجتمع المدني وسكان الأحياء. وأكد السيد محمد نجيب بالريش كاتب الدولة المكلف بالإسكان والتهيئة الترابية أن برامج الإحاطة بالأحياء الشعبية تنبع من حرص رئيس الدولة علي الاهتمام بمنظومة حقوق الإنسان في أبعادها الشاملة لمختلف قطاعات التنمية وتكريس حق كل المواطنين في التمتع بمرافق العيش الكريم وجودة الحياة والحصول على أسباب الرزق والرفاه داعيا جميع الهياكل لتنفيذ مكونات البرنامج الجديد بنفس الإرادة والعزم والمواكبة اللصيقة والميدانية والجدير بالملاحظة أن التقدم الجملي لبرنامج الإحاطة بالأحياء الشعبية قد بلغ نسبة 75 بالمائة ويتواصل انجازه بنسق حثيث في جميع الأحياء المبرمجة. وفي ما يتعلق بالبرنامج الإضافي قامت وكالة التهذيب والتجديد العمراني التي عهد إليها بتنفيذ مكونة البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية بحكم الخبرة التي اكتسبتها في هذا المجال خلال الشهر الجاري بإبرام عدد من الاتفاقيات لتشخيص المشاريع وتعيين مكاتب الدراسات وإعداد الدراسات الفنية للبنية الأساسية ورصد العقارات اللازمة لإقامة التجهيزات الرياضية والمناطق الخضراء والترفيه للأطفال والفضاءات الاقتصادية إضافة إلى القيام بالمسوحات الاقتصادية والاجتماعية وإعداد دراسات الجدوى المتعلقة بالتشغيل وبعث الأنشطة المنتجة. وينتظر أن تنطلق هذه السنة أعمال تحسين المسكن بدءا من القسط الأول من الأحياء المبرمجة وتنفيذ مشاريع إحداث مواطن الشغل في عدد من الأحياء المقترحة باعتمادات يوفرها البنك الوطني للتضامن.