أخبار تونس – تكريما لأبي القاسم الشابي كانت الاحتفالات بمئويته قد انطلقت يوم 24 فيفري وهو التاريخ الذي يوافق ميلاده عام 1909 في بلدة توزر وهو يعد من رواد الشعر العربي وشعر المقاومة في فترة الاحتلال الفرنسي لتونس واشتهر بلقب “شاعر الحياة” بعد أن خلف العديد من القصائد أهمها (إرادة الحياة) و(الى طغاة العالم). ومواصلة للاحتفال بمئوية الشابي أفرد منتدى الفكر التونسي يوم الاربعاء بالمكتبة المعلوماتية بأريانة الحلقة الثامنة من سلسلة محاضراته لتناول موضوع “حداثة الشابي” وألقى المداخلة الأستاذ مبروك المناعي وهو متخصص في الشعر العربي القديم وانشائية الشعر بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة وصاحب عدة مؤلفات في الشعر العربي. وتثبت مختلف الدراسات الادبية التي قدمت حول ابداعات الشابي الاجماع الحاصل حول عبقريته وتفرد تجربته الشعرية ومغامراته الفكرية التي نحتت مسيرته مما جلب إليه أرقى معاني التكريم والتقدير في كل الاوساط الفكرية وجعل صيته يفارق المحلية الضيقة ويقتحم العالمية الرحبة. وهناك خصائص مميزة تعلل تفرد الكتابة الابداعية عند الشابي خاصة عندما استخدم هذا الشاعر الفذ اسماء المرأة والكون والحب وغيرها من المسميات استخداما شعريا من خلال معجم استعاري ملتمس من الطبيعة والغناء. كما عمد الشابي في شعره الى استخدام نغمة متفردة سمتها الخفة والانسياب و الثراء الايقاعي الى جانب ابتكارات معجمية مثل التصرف في مراتب الكلام كتقديم الصفة على الموصوف في عبارته الشهيرة “عذبة أنت”. ومن الامثلة الاخرى الدالة على تحكم الشابي بناصية الشعر وفنون القول اختزاله في قصيد “قال قلبي للاله” لجانب كبير من مراحل حياته منذ الطفولة ومعاناته من المرض الذى أودى بحياته وهو لم يزل في ريعان الشباب. ولقد انطبع شعر الشابي بتوجه رومانسي مما يظهر تأثره بشكل مبكر بهذا التيار الأدبي كما استفاد من مجلة “أبولو” ومن شتى التراجم الصادرة في تلك الفترة. كما ولع الشابي بتمجيد القضايا الوطنية زمن الكفاح الوطني وبتصوير مشاهد بديعة من طبيعة البلاد وجمالها الساحر. وكان برنامج الاحتفال بمئوية الشابي قد اشتمل على عروض فنية ومعارض تشكيلية ووثائقية وأمسيات شعرية بمشاركة شعراء من تونس وعدة بلدان عربية كما تم عرض العديد من الانتاجات السمعية والبصرية التي أعدت حوله من سينما وفيديو... وأعيد طبع ديوان أغاني الحياة إضافة إلى نشر مختارات من قصائده مترجمة إلى عدة لغات اجنبية واصدار قرص مضغوط لأشعاره بأصوات مختلفة. وتهدف تظاهرة “مئوية الشابي” إلى الاحتفاء بالشعر التونسي في ماضيه وحاضره بشكل يحث الاجيال المتعاقبة ويرغبها في الابداع والاعتبار من تاريخ تونس الزاخر بالعطاء والمليء بالمبدعين في شتى المجالات.