أعلن السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث فى ندوة صحفية عقدت اليوم الثلاثاء بمدينة توزر عن مختلف فقرات برنامج الاحتفال بالذكرى المائوية لميلاد شاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابى وأعطى بالمناسبة إشارة انطلاق هذه الاحتفالات التي ستتواصل على امتداد السنة الجارية وتختتم فى شهر أكتوبر وهو الشهر الذى توفي خلاله الشاعر. وأوضح الوزير ان أحياء مائوية الشابى تأتى استجابة لدعوة الرئيس زين العابدين بن علي للاحتفاء بهذا الشاعر العبقرى وتتنزل فى سياق جملة من التظاهرات الثقافية الكبرى المبرمجة لسنة 2009 أهمها الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية ومائوية المسرح التونسى ومائوية كل من العلامة الفاضل بن عاشور والأديب على الدوعاجى والموسيقى الهادى الجوينى وذلك في إطار إحياء رموز الثقافة فى تونس وتخليد ذكراهم . وأكد الوزير أن تونس تسعى إلى تثبيت الخصوصية الوطنية وتكريم رموز الفكر والإصلاح الذين ساهموا في إثراء المخزون الثقافى التونسى مشيرا إلى أن هذه النخبة النيرة تنتمى إلى المدرسة الإصلاحية التونسية في بدايات القرن العشرين ونصفه الأول بما تميزوا به من فكر اجتهادي وانفتاح على التجارب الثقافية الأخرى ومن ميزات هذه المدرسة نبذ التصادم والانغلاق والإصرار على أعمال الفكر مع الحفاظ على مقومات الهوية. وبين السيد عبد الرؤوف الباسطى أن الشابى الذي يعد أحد رموز هذه المدرسة كان شاعرا مبدعا سطع نجمه في مرحلة مثلت منعطفا حاسما في تاريخ تونس حينما كانت قضايا الحرية والاستقلال أهم قضايا النخبة المثقفة فضلا عما تفرد به من خط شعرى انسانى . وشدد على أن الاحتفال بمائوية الشابى هو احتفاء بالشعراء وتكريم للمبدعين ودعوة إلى مزيد التعمق في دراسة فكر هذه الكوكبة من المثقفين والمصلحين. وعن برنامج مائوية الشابي ذكر وزير الثقافة والمحافظة على التراث بأن الوزارة أعدت برنامجا ثريا يشتمل على جوانب تنشيطية وفكرية تعرف بكل الجوانب المضيئة في حياة هذا الشاعر وإبداعاته بما يتيح فرصة لمزيد التمعن فى شعره وذلك من خلال الندوات الفكرية وحلقات النقاش والمعارض والأمسيات الشعرية. وتتوزع هذه التظاهرات بين البرامج الوطنية والجهوية ومن أهم ما تمت برمجته من فقرات بمختلف الفضاءات الثقافية بالبلاد معرض للفنون التشكيلية مستوحى من قصائد الشابى وأمسية شعرية وعمل فني ضخم ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولى وندوة فكرية خلال شهر أكتوبر كما يتم العمل على إصدار مجموعة من النشريات والكتب أهمها مجلد يتضمن كافة أعمال الشابى الشعرية والنثرية بخط يده بالتعاون بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والدار العربية للكتاب. وتعمل الوزارة بالتعاون مع عديد الأطراف الأخرى على إعادة طبع ديوان “أغانى الحياة” وكتاب”الخيال الشعرى عند العرب “وإصدار مختارات من قصائده مترجمة إلى الفرنسية والانقليزية والاسبانية وإعادة طبع كتاب يتضمن مختارات من شعره مشفوعة برسوم لفنانين تشكيليين كبار من أمثال عمار فرحات وحاتم المكي وزبير التركي . وأعلن الوزير عن مشاركة عديد الأطراف الوطنية والعربية في الاحتفال بمائوية الشابى منها بيت الحكمة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو”والمركز الوطني للترجمة إلى جانب تشريك وزارتي التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا من خلال برامج موجهة للتلاميذ والطلبة . وتركزت تدخلات الحضور حول مزيد التعريف بالشابى فى الخارج سواء عن طريق الملحقين الثقافيين بالسفارات أو الجامعات الأجنبية وكذلك من خلال تركيز نصب تذكاري للشابي وسط العاصمة والدعوة إلى التعمق فى تدريس أعمال هذا الشاعر للناشئة سواء منها الشعرية أو النثرية. يشار الى أن الوزير يفتتح بعد ظهر الثلاثاء بروضة الشابى بمدينة توزر معرضا وثائقيا يتضمن كتب الشابى فى مختلف طبعاتها ونماذج من قصائده بخط يده إلى جانب كتب ومقالات صحفية تناولته بالبحث وصور فوتوغرافية للشابى ومعاصريه وأخرى كاريكاتورية لرموز الثقافة في عصره فضلا عن وثائق سمعية بصرية. ويشرف الوزير على أمسية شعرية يشارك فيها نخبة من الشعراء التونسيين وشعراء من فلسطين ومصر والأردن والمغرب.