أخبار تونس – تتزايد في الوقت الراهن حدة الهاجس البيئي أكثر من أي وقت مضى كما تتعالى الاصوات المستغيثة للمطالبة بمضاعفة الجهود للتخفيف من وطأة الغازات الدفيئة وانقاذ كوكب الارض قبل أن يفوت الأوان. وفي غمرة هذه النداءات الداعية للمحافظة على الطبيعة وصيانة المنظومة البيئية ينعقد بتونس المخيم البيئي للشباب العربي تحت شعار “شباب عربي واع بمسؤوليته تجاه حماية البيئة وسلامتها” الذى يلتئم ببادرة وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووزارة البيئة والتنمية المستديمة. ويحتضن مقر المركز الوطني للتخييم والاصطياف بالرمال بمدينة بنزرت من 1 الى 8 نوفمبر 2009 فعاليات هذا المخيم الذي افتتحه السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة. ويأتي تنظيم المخيم بالبلاد التونسية فى أعقاب الإحتفال ب “يوم البيئة العربي” فى 14 اكتوبر 2009. ويهدف المخيم الى تحسيس الشباب العربي بأهمية المحافظة على البيئة وتبادل التجارب بين الخبراء والشباب العربي في مجال برامج البيئة الموجهة للشباب، كما يشارك في هذا المخيم البيئي اثنان من الناشطين في نوادي حماية البيئة وخبير في مجال البيئة عن كل دولة عربية. ويتضمن البرنامج العام للمخيم استعراض تجارب الدول المشاركة في مجال البرامج البيئية الموجهة للشباب مع مداخلة يلقيها أحد المختصين في مجال حماية البيئة بشأن أهمية دور الشباب في حماية البيئة والمحافظة على سلامتها. ويشمل المخيم البيئي العديد من الجوانب العلمية يتم من خلالها استعراض تجارب الدول المشاركة في مجال البرامج البيئية الموجهة للشباب وسيتم عرضها من قبل خبير كل دولة مشاركة بالاضافة الى مداخلات في المجال. وفي الجانب الفني تنعقد ورشات وأنشطة تطبيقية تتعلق بالطاقة الهوائية والكتلة الحية والطاقة الشمسية وورشة حول النباتات والطاقة الجديدة. ويشتمل البرنامج أيضا تنظيم عدة زيارات ميدانية لعدد من المشاريع البيئية منها زيارة الوكالة التونسية لحماية المحيط ومحمية اشكل ومحمية بوقرنين ومشروع تطهير بحيرة تونس ومحطة تصفية المياه برواد والعديد من شوارع البيئة ببعض المدن التونسية وتختتم بزيارة المخبر المتجول لمراقبة نقاوة الهواء وبعض الأماكن السياحية. وأشادت عدة وفود مشاركة في المخيم بنضج التجربة التونسية في المجال البيئي ويتجلى ذلك بالخصوص من خلال الاستراتيجية الوطنية التي شملت كل الأطر التربوية والمراحل التعليمية بالاضافة الى ما توفره دور الثقافة والشباب من فضاءات وانشطة لنشر ثقافة حماية البيئة. ومكنت هذه الاستراتيجية الرائدة فى قطاعات التوعية والتثقيف البيئي من احداث مايزيد عن 3300 ناد للبيئة بالمؤسسات التعليمية والتنشيطية وشبكة للمدارس المستديمة تضم حاليا 120 مدرسة ابتدائية واعدادية الى جانب الانطلاق فى انجاز برنامج متنقل للتربية فى اطار قافلة بيئية. كما تنامى عدد الجمعيات المدنية المختصة فى مجالات حماية البيئة اليوم ليصل إلى 200 جمعية الى جانب تركيز منظومة اتصالية متكاملة تدعمت باصدار الوسائط التوعوية ودعم المساحات الاعلامية المتخصصة وعقد الايام التحسيسية وتنظيم الحملات الميدانية