أخبار تونس — في إطار التصور الرائد للعلاقات الدولية ولما يجب أن يقوم عليه النظام العالمي من تعاون وشراكة يكرسان مفهوم التنمية العالمية المتضامنة، نظم التجمع الدستوري الديمقراطي الندوة الدولية الحادية والعشرين حول موضوع “أي منظومة اقتصادية عالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم”. وقد تم خلال الندوة تقديم عديد المحاضرات والمداخلات القيمة و الحوارات المعمقة والنقاشات حول الأزمة المالية وأبعادها. وقد كانت للسيد الشاذلي العياري أستاذ الاقتصاد والوزير السابق أمس الثلاثاء في أشغال الندوة الدولية الحادية والعشرين للتجمع الدستورى الديمقراطي مداخلة حول “أي منظومة اقتصادية عالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم “أكد فيها الحاجة إلى منظومة اقتصادية تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية وهي الإنسانية والتضامن والاستدامة. ودعا أستاذ الاقتصاد إلى التعجيل بإرساء الصندوق العالمي للتضامن الذي أذن باحداثه الرئيس زين العابدين بن علي باعتباره أحد أهم الآليات للخروج من تبعات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. كما بين ضرورة إقحام منظمة الأممالمتحدة في الحركية الإصلاحية التي يشهدها العالم من خلال منحها العضوية الكاملة ضمن مجموعة العشرين لإضفاء بعد كوني على هذه المجموعة. ودعا إلى إحداث مجلس الأممالمتحدة للأمن التنموي الكوني باعتبار أن الأمن التنموي الكوني هو المعين الذي تنهل منه كل أنواع الأمن الأخرى وخاصة الأمن السياسي والسلم الاجتماعي والاستقرار والسكينة والطمأنينة. وقال السيد الشاذلي العياري أن المنظومة العالمية المنشودة لا بد من أن تكون إنسانية بالأساس ترتكز على التضامن وتضمن استدامة التنمية مشيرا إلى أن الأزمة الحالية أقامت الدليل على وجود عدة اخلالات ذات صبغة بنيوية ولا صبغة عرضية وهي اخلالات وليدة الرأسمالية المالية الجديدة. و بخصوص تجاوز الوضعية ،أشار الوزير السابق إلى انه يتطلب من المنظومة الاقتصادية إعطاء الأولوية للإنسان والقيم الأخلاقية وضمان تلبية حاجات الإنسان المادية مقاومة الفقر والجوع وسوء التغذية والأمراض.. مع العمل في الآن ذاته على الإيفاء بحاجياته اللامادية على غرار التقدم الثقافي والعلمي والمعرفي واحترام حقوقه الأساسية وغيرها... وبين السيد الشاذلي العياري الضرورة الملحة إلى إعادة الاعتبار للدور المركزي للدولة الوطنية في تأمين ما تحتاجه المنظومة من إنسانية ومن فيض تضامني واستدامة مشيرا إلى أهمية مساهمة المجتمع المدني وقطاع الأعمال في تحقيق هذا المتطلب الأخلاقي الثلاثي. و في نفس السياق، بين المحاضر أن إبرز النتائج التي توصلت إليها قمة “بيتسبورغ “24 و25 سبتمبر 2009 تتمثل في الإعلان عن تحول مجموعة العشرين إلى أول منتدى إقتصادي معولم يهدف إلى تقوية أواصر التعاون الاقتصادي والدولي وتحقيق نمو اقتصادي رفيع ومستديم ومتوازن. وقد أجمع المتدخلون في الجلسة الثالثة للندوة على أهمية تعزيز الروابط بين دول ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية ودعم التعاون الاقتصادي والثقافي وفي مجال المحافظة على البيئة. وللتذكير فقد وجه الرئيس زين العابدين بن علي، يوم 25 أوت 1999، نداء إلى المجموعة الدولية لإحداث “صندوق عالمي للتضامن” يهدف إلى مقاومة الفقر، اعتبارا للفوارق والفقر في العالم بين البلدان الأكثر ثراء والبلدان الفقيرة، رغم الجهود المبذولة للحدّ من الفقر. ويهدف الصندوق العالمي للتضامن إلى تعزيز العمل الدولي في مجال مقاومة الفقر وإلى استحثاث نسق النمو الاجتماعي والبشري للبلدان الأكثر فقرا.