أخبار تونس – ساهم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تونس في توفير مناخ ملائم لممارسة الأعمال والاستثمار الصناعي، ويظهر ذلك بجلاء من خلال التقرير السنوي للبنك الدولي حول مناخ الأعمال الصادر سنة 2008 الذي صنف تونس في المرتبة الأولى مغاربيا والثالثة إفريقيا والثامنة عربيا والمرتبة 73 عالميا من جملة 181 دولة. وتتواصل سلسلة الشهادات التي تشيد بفرادة النموذج التونسي في مجال الأعمال وآخر هذه الشهادات عبر عنها العديد من المؤتمرين في الأسبوع المتوسطي الثالث للمسيرين الاقتصاديين الذي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية من 2 إلى 5 نوفمبر 2009. وشارك في هذه الدورة التي نظمت بالتعاون بين غرفة التجارة والصناعة لبرشلونة وجمعية غرف التجارة والصناعة للمتوسط وفد هام من رجال الأعمال التونسيين. وكشف هذا اللقاء عما تمثله الشراكة بين مؤسسة “بورج تونس” والمؤسسة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض “سوتاسيب” المحدثتين في إطار الشراكة التونسية الاسبانية من دلالات للنجاح في ربط صلات وثيقة بين ضفتي المتوسط. وعلى هامش فعاليات الأسبوع المتوسطي أشار السيد خوان مولنس اما رئيس المجموعة الاسبانية للاسمنت “سيمنتوس مولنس” ورئيس الشركة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض الموجودة بفريانة من ولاية القصرين إلى ما تلقاه مؤسسته من ظروف عمل مشجعة ومن مناخ اجتماعي واقتصادى محفز على التطور والنماء. وكانت المجموعة الاسبانية قد ضمت سنة 2005 الشركة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض وشرعت في تنفيذ استراتيجيات إصلاحية وتحديثية مما ضاعف في حجم انتاج المؤسسة الذي إنطلق منذ شهر أوت 2009. ونتيجة للتشجيع المستمر في تونس توصلت المجموعة الاسبانية للاسمنت الى الحصول على الدعم المادي الكافي من البنوك التونسية لتغطية تكاليف عمليات التوسعة لمصانعها بفريانة. ودفع حسن تعامل تونس مع الازمة الدولية الاقتصادية المستثمرين الاسبان إلى التفكير جديا في تطوير مشاريعهم التنموية بتونس ومثال ذلك ترفيع المجموعة الاسبانية للإسمنت في انتاجها والبدء في انجاز مشروع جديد باستثمارات تناهز 465 مليون دينار في القيروان. وبمناسبة انعقاد الأسبوع المتوسطي الثالث للمسيرين الاقتصاديين ببرشلونة أكد السيد خوسيه بون رئيس المجموعة الاسبانية “بورج” الذي مثل مؤسسته العاملة بمجال الصناعات الغذاية لزيت الزيتون أن ظروف العمل والانتاج في تونس مطابقة للمواصفات العالمية. وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية المواتية تمكنت مؤسسة “بورج” من التوصل إلى تأمين انتاج هام يدعم موقعها كأول مصدر عالمي لزيت الزيتون، علما وان المعدل السنوى لإنتاج زيت الزيتون في تونس يقارب 170 ألف طن. وكانت العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية قد أشادت بإستراتيجية التنمية فى تونس التى تستهدف تحقيق التوازن المنسجم بين النمو الاقتصادى والعدالة الاجتماعية. كما بينت الهيئات العالمية والمنظمات غير الحكومية المشهود لها بالموضوعية والمصداقية نجاحات تونس في السنوات الأخيرة خاصة من خلال “الطابع الاجتماعى التحرري” الذي تتمتع به مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، كما أن تونس صُنفت عام 2007 من بين أفضل الدول الإفريقية على صعيد “التنافسية الاقتصادية. وكان التقرير السنوي لمنتدى دافوس حول المنافسة 2006 – 2007 قد صنف تونس فى المرتبة 30 على المستوى العالمي، مما يؤكد أن تنافسية الاقتصاد التونسى تتطور بنسق تصاعدي.