أخبار تونس - لأن الغذاء يحدد مصير الشعوب ومدى حريتها عملت تونس على تحقيق إكتفاءها الذاتي من خلال جملة من الإجراءات والقرارات لفائدة القطاع الفلاحي، كما أن تونس لا تفوت مناسبة للتعريف بتجربتها الناجحة في التصدي للجوع وبالتالي الفقر. وفي هذا الإطار تشارك تونس من 18 إلى 21 نوفمبر 2009 في الدورة 36 للمؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الذي تحتضنه العاصمة الايطالية روما. ويذكر أن هذا المؤتمر ينعقد مباشرة اثر مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي الملتئم من 16 إلى 18 نوفمبر 2009 وشارك في أشغاله الرئيس زين العابدين بن علي وتناول بالدرس الأوضاع العالمية للأمن الغذائي. وتم بالمناسبة التوقيع على البروتوكول الإضافي للاتفاق المبرم بين تونس ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة المتعلق ببعث مكتب إقليمي فرعي للمنظمة لشمال إفريقيا الموقع عليه في 3 أوت 1996 وذلك لمزيد تدعيم وتقريب التدخلات الميدانية للمنظمة وتجسيم اللامركزية. وأكد السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية بالمناسبة الدور الذي تضطلع به المنظمة في مساعدة الدول الأعضاء على تنمية القطاع الفلاحي والحد من ظاهرتي الجوع وانعدام الأمن الغذائي في العالم. واستعرض في هذا السياق الانجازات التي توصلت إليها الفلاحة التونسية بفضل ما تحظى بها من رعاية من أعلى هرم السلطة وما حظيت به من إجراءات وحوافز وتشجيعات مكنت من بلوغ نتائج مهمة على مستوى الإنتاج واستقطاب الاستثمار والميزان التجاري الغذائي. وبيّن الوزير خلال مشاركته في الموائد المستديرة الأربع التي انتظمت على هامش المؤتمر العام للمنظمة التجربة التونسية في التوقي من تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وحسن التصرف والتنسيق في جميع مراحل تنفيذ البرامج والمشاريع الفلاحية. كما تطرق في ذات السياق إلى الإجراءات التي اتخذتها تونس للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الفلاحي وكذلك مساعدة صغار الفلاحين على تطوير إنتاجهم وتحسين دخلهم بما يدعم الأمن الغذائي الوطني. والتقى السيد عبد السلام منصور مع السيد جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة تم خلاله استعراض أوجه التعاون القائمة بين الطرفين. وكانت للوزير على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه في البلدان الشقيقة والصديقة خصصت لتدارس أوجه التعاون القائمة بين تونس وهذه البلدان وسبل دعمها. ويذكر أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم كما تقوم “الفاو” بالتعاون مع الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء، وتعتبر الفاو أيضا مصدر للمعرفة والمعلومات الدقيقة وتقوم بمساعدة البلدان النامية والبلدان في مرحلة التطور على تطوير وتحسين ممارسات الفلاحة لأنها الحل لمقاومة سرطان الشعوب “الجوع”.