أخبار تونس – يعتبر العمل الاجتماعي من أهمّ المجالات المميزة للنّشاط الجمعياتي وذلك لأبعاده الخيريّة والإنسانيّة والتضامنيّة، وقد شهد العمل الجمعياتي في هذا المجال دفعا قويّا فأصبحت الجمعيّات شريكا رئيسيا للقطاع الحكومي في الإحاطة ورعاية الفئات ذات الإحتياجات الخصوصيّة، وضمان الظّروف الملائمة لإدماجهم في الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة. وفي هذا السياق انتظم بمقر جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت أمس الثلاثاء يوم دراسي لتقديم أول دليل لمهنة مساعد الحياة. واستعرضت السيدة نجاح بلخيرية القروي كاتبة الدولة المكلفة بالنهوض الاجتماعي بالمناسبة ملامح السياسة الاجتماعية التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي والتي تقوم بالخصوص على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي وترسيخ قيم التضامن والتآزر والإحاطة بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية ومقاومة كل أشكال الإقصاء والتهميش. وبينت أن تطور مستوى نمط العيش أدى إلى نشأة حاجيات جديدة استوجبت إحداث مهن الجوار لرعاية ذوى الاحتياجات الخصوصية وتوفير الخدمات الصحية اليومية لهم في المحيط العائلي مشيرة إلى دور جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت في مجال تكوين مساعدي الحياة وفي التفكير في وضع دليل للتعريف بهذا النوع من المهن المستحدثة. ولاحظت أن النهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم يندرج ضمن أولويات البرنامج الانتخابي الجديد للرئيس بن على وذلك من خلال تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في مجال الخدمات المقدمة لذوى الاحتياجات الخصوصية داعية إلى مزيد التعريف بمهنة مساعد الحياة وبما تضمنه الدليل قصد تحسين أداء العاملين في المجال والمساهمة في تأطير من تتوفر لديهم المؤهلات الملائمة لممارسة هذه المهنة. ويذكر أن جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت هي جمعية غير حكومية مصنفة ضمن الجمعيات الخيرية للمساعدة الاجتماعية وقد تأسست بتاريخ 6 أكتوبر 1993. وتعتبر جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت حاليا من أنشط الجمعيات في الميدان الاجتماعي الخيري الصحي وهي تظم 190منخرطا و قد أحرزت في سنة 1999 على جائزة رئيس الجمهورية لإدماج الأشخاص المعوقين لسنة 2008 و حائزة على الوكالة الوطنية لحماية المحيط اكو- لوف سنة 2001 وعلى صفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة « Statut ONU- ECOSOC » كما أنها عضوة بالجمعية العالمية للعمل التطوعي و بالشبكة العربية للمنظمات الأهلية. وتسهر جمعية مساعدة عميقي الإعاقة بالبيت على القيام بدورات تكوينية لمساعدي الحياة بصفة دورية منذ تأسيسها. و تدوم مدة التكوين 9 أشهر تتضمن 3 أشهر تربص تحضيري بالمستشفيات، ويتمحور التكوين حول كل ما له علاقة بمجال الرعاية الأساسية و حفظ الصحة للمسن المعوق. ويتمثل دور مساعدي الحياة في العناية بالحاملين لإعاقات عميقة والمسنين والمرضى ببيوتهم إذ يجنبونهم الإقامة بالمستشفيات والمراكز المختصة و يسهرون على إدماجهم في المجتمع، و تتمثل هذه المساعدات في حفظ الصحة البدنية إضافة إلى المساعدة على التغذية والتمريض الخفيف وإعانة المريض المعوق والمسن على قضاء شؤونه الإدارية والخاصة علاوة على التواصل والترفيه مع المريض المعوق والمسن وبصفة عامة التخفيف على عائلة المريض وتقديم المساعدة المعنوية والمادية لها.