أخبار تونس - يحتضن انطلاقا من يوم غد 01 ديسمبر 2009 وإلى غاية 27 من نفس الشهر معهد العالم العربي في باريس معرضا للصور الفوتوغرافية للموسيقار التونسي الكبير الهادي الجويني بمناسبة مائوية ميلاده. وقد خص هذا الهرم الموسيقي التونسي بهذا المعرض نتيجة للمخزون والرصيد الموسيقي الذي خلّفه وللبصمة التي تركها على الموسيقى التونسية خاصة والعربية عموما. ويحمل المعرض عنوان “بصمة رجل عظيم” وهو أيضا عنوان كتاب أصدره نوفل بلحسين إبن الهادي الجويني مؤخرا عن والده عن منشورات “بينيفون” الفرنسية. ويضم المعرض 60 صورة فوتوغرافية من الحجم المتوسط والكبير من النوع الأبيض والأسود وتغطي هذه الصور الفترة الممتدة بين عشرينات وثمانينات القرن الماضي. وأول صورة للهادي الجويني في المعرض كانت سنة 1923 عندما كان سنه 14 سنة وتمتد الصور إلى سنة 1988 التي أرخت لتكريم الرئيس بن علي للموسيقار الجويني. ومن الصور التي لها أبعاد تاريخية تلك التي التقطت للهادي الجويني أثناء زيارته لمصر سنة 1970 للاحتفال ب1000 عام على تأسيس مدينة القاهرة التي أسسها التونسي المعز لدين الله الفاطمي. وفي سؤال توجهت به أخبار تونس لنوفل بلحسين عن دوافع اختيار باريس ومعهد العالم العربي كمحطة أولى لهذا المعرض الهام قال “إن مدير العالم العربي كان قد اقتنع منذ سنة 2008 بتنظيم هذا المعرض كما أن معهد العربي يقع بنفس الحي الذي سكنه الهادي الجويني عندما أقام في باريس وهو الحي اللاتيني هذا فضلا عن أهمية ترويج الثقافة التونسية في العواصم العالمية”. ونوفل بلحسين هو أيضا موسيقى جمع بين الموسيقي الغربية(الجاز والبلوز) والعربية. ويذكر أن الهادي الجويني أتقن العزف على آلة العود حيث تعلم بمعهد الرشيدية لمدة قصيرة ثم انتسب إلى فرق جهوية عديدة منذ سن السادسة عشر. يعتبر تلميذ ميمون جبالي والد موريس ميمون وتمرس معه في العزف على آلة العود. لما بلغ العشرين من عمره بلغت شهرته ذروتها وانتمى إلى جماعة تحت السور التي كانت تضم مجموعة كبيرة من الشعراء والتونسيين والعرب المخضرمين. لحن أكثر من 600 عمل مختلفة الأنواع الموسيقية من أدوار وموشحات وأناشيد وطنية وأغاني خفيفة أوشعبية وأوبيرات وموسيقى أفلام إلى جانب العشرات من العزوفات على العود. تعامل مع أكبر الشعراء من أشهرهم محمد بيرم التونسي ولحن لأكبر المطربين التونسيين منهم السيدة علية وحسيبة رشدي وفتحية خيري. وتعلم الترقيم الموسيقي من عازف الإيطالي “بونورا”، ثم التحق بمعهد فرنسي للموسيقى وعمل به معلماً للعود للتلاميذ المبتدئين. امتازت أول أغانيه بالبساطة وخفة الروح ومنها “شيري حبيتك” التي أداها في “ديو” مع المطربة شافية رشدي. التفت إثر ذلك إلى الشعر الأصيل ودرس النغمات التونسية، سعياً منه للنهوض بفن الأغنية التونسية؛ فانضم إلى جماعة تحت السور الشهيرة التي أخذت على عاتقها أن ترتقي بالشعر الغنائي. لحّن الهادي الجويني لرواد “جماعة تحت السور” ومنهم عبدالرزاق كرباكه، والهادي العبيدي، ومصطفى خريّف، ومحمد العريبي، ومحمد المرزوقي،وعلي الدوعاجي، ومحمود بورقيبة، وغيرهم. ومن الأغاني التي تجد صداها إلى اليوم وتم أداؤها من قبل أعدة أصوات عربية وأجنبية كما عزفتها فرق سيمفونية هي أغنية “لاموني إلّي غاروا منّي” و”تحت الياسمينه في الليل”.