أخبار تونس – أصدرت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث كتيبا متميزا بمناسبة إحياء أربعينية الفقيد زبير التركي ضم مختلف مداخلات المبدعين والمثقفين من أصدقاء التركي وكذلك كلمة وزير الثقافة والمحافظة على التراث عبد الرؤوف الباسطي. وشمل الجزء الأخير من الكتيب نبذة من مسيرة الفنان الكبير زبير التركي الذي واصل في أيامه الأخيرة نشاطه الفني بصفته مستشارا لدى وزير الثقافة، كما واصل جهوده من أجل إعداد متحف خاص بأعماله في حديقة منزله (ضاحية شوشة رادس، قرب العاصمة). وقد نظمت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مساء الجمعة 4 ديسمبر 2009 بالمسرح البلدي بالعاصمة، أربعينية هذا الفنان القدير الذي رحل عنا بجسده ولكن أعماله الفنية ما تزال تنبض بالحياة وذلك بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والسيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب وعدد كبير من أصدقاء الفقيد وأفراد عائلته أعلام الفن والثقافة في تونس وجمع كبير من أصدقائه . وقد كانت فقرات هذه الأربعينية متنوعة من تلاوة القرآن الكريم إلى عرض أشرطة وثائقية تسجيلية إلى كلمات بعض المبدعين المقربين من المرحوم إضافة إلى تقديم مقطوعة موسيقية أدتها فرقة الرشيدية بقيادة الفنان زياد غرسة مهداة إلى روح الفقيد الزبير التركي كما تم عرض شريط وثائقي تحدث فيه الفنان عن نفسه وميولاته وأهم محطات حياته المليئة بالمعارض والإبداعات وزار المشاركون في هذا اللقاء تمثال ابن خلدون المنتصب في الشارع الرئيسي للعاصمة الذي يعد من أعمال الزبير التركي... ومن بين الشهادات التي تضمنها الكتيب الصادر بهذه المناسبة كلمة السيد عبد الرؤوف الباسطي التي أوضح فيها أن “الزبير التركي سيظل حاضرا في قلوبنا وفي منهجنا كرمز من رموز ساحتنا الثقافية المضيئة وعلم من أعلامها متعدد المواهب”. وأضاف الوزير “لقد كان الرجل قطب إشعاع بمواقفه ومقارباته لقضايا الفكر والثقافة عموما وكان بيته منتدى مشرع الأبواب تتجدد فيه المناظرات الفنية والفكرية وكان قلبه مفتوحا لكل المبدعين الشبان يشد أزرهم ويسعى جاهدا لإنارة دربهم لأن الزبير كان فنانا مبدعا ومثقفا وكان منشطا ثقافيا مشعا في آن واحد”. أما السيد الشاذلي القليبي فقد قال ” الزبير التركي حظي بحياة حافلة بأنواع الثراء، ولا شك أن فنه وحياته في ترابط وثيق، وأن كليهما انبثاق من انتمائه الحضاري ومن صبابة إلى الثقافة لم تفارقه”. لقد “كان الزبير حياة متوهجة رافضة للفناء، أبقى إحداثيات متباعدة من تلك الحياة الحائرة سوف تبقى مشيرة إليه علامة متألقة مشعة لا تنطفئ”...هذا ما كتبه الأستاذ إبراهيم شبوح في ذكرى أربعينية الفنان التشكيلي الزبير التركي، مضيفا ” إن الزبير نمط إنساني لا يتكرر، هو محطة مواهب وثقافة وتجربة عميقة وانفتاح واع على عصر بتياراته المتلاطمة، وهذا كله صهره ليكون سويا على ما كان عليه، وفي أعماقه جوهر ثابت يحفظه ويمتد به في الآتي أزمانا، إنه من الذين يستعصون على النسيان”.