رحل زبير التركي يوم 23 أكتوبر 2009 عن سن تناهز 85 عاما ويُعتبر زبير تركي أحد أبرز رواد الفن التشكيلى والنحت فى تونس، حيث ساهم بجدية في نحت ملامح الصورة المشهدية في البلاد وفي تعزيز الحياة الثقافية طيلة مسيرته الفنية والمهنية من خلال اشتغاله الدائم على إبراز الشخصية التونسية الأصيلة وفي تأكيد خصوصياتها عبر أعماله الإبداعية المتميزة في مجال الرسم والنحت والمسرح، إذ انخرط في ابداع عدة لوحات ضمن الفن المسندي الذي انطلق بالبلاد التونسية مع بداية القرن العشرين خاصة من خلال تأسيس مدرسة تونس للفن التشكيلي، وتدعمت التجربة الفنية لزبير التركي على اثر التحاقه بمدرسة تونس للفن التشكيلي التي ضمت في البداية كوربورا وموزيس ليفي وكلود للوش وبوشالرل ثم انضم إلى هذا الرباعي يحيى التركي وعبد العزيز القرجي وعمار فرحات ثم الهادي التركي. ولد زبير التركي عام 1924 بمدينة تونس العتيقة في عائلة تركية الأصل ودرس بجامع الزيتونة، ثم بمعهد الدراسات العليا وبمدرسة الفنون الجميلة بتونس، عُيّن أستاذًا للغة العربية بالمدارس الفرنسية أثناء الاستعمار الفرنسي لتونس وطرد من عمله أثناء الأحداث العنيفة لسنة 1952 وسافر إثر ذلك إلى السويد، حيث التحق بأكاديمية الفنون الجميلة بستوكهولم، ليتم فيها دراسته، ثم عاد بعد الاستقلال إلى تونس. شغل لفترة طويلة منصب مسؤول للفنون في وزارة الثقافة التونسية وأسس الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية بتونس، الذي ترأسه حتى مغادرته، كما أسس الاتحاد المغاربي للفنون التشكيلية. اشتهر زبير التركي بانتمائه إلى المدرسة التشخيصية وسرعان ما أصبح الرائد التونسي لفن الرسم وأخذت لوحاته شهرة واسعة، كما كانت تظهر رسوماته في الكتب المدرسية والطوابع البريدية وغيرها. أقام التركي معارضا كثيرة فردية وجماعية بتونس وخارجها مثل ستكهولم وباريس وروما ويعد معرضه الشخصي الذي أقامه عام 1982 برواق القرجي بتونس من أهم معارضه اذ احتوى على 184 لوحة. وللتركي تجربة طويلة في الرسم الكاريكاتيري للمجلات والصحف كما كانت له انجازات كثيرة في الرسم الجداري والنحت ومن أشهر منحوتاته تمثال عبد الرحمن ابن خلدون الذي يتصدر قلب الشارع الرئيسي بالعاصمة مما يعتبر دليلا على البراعة التشكيلية لزبير التركي. وقد كانت أربعينية المرحوم التي نظمتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مساء الجمعة 4 ديسمبر 2009 بالمسرح البلدي بالعاصمة وحضرها أعلام الفن والثقافة في تونس واصدقاؤه من المثقفين الذين عاصروا التركي متنوعة الفقرات من عرض أشرطة وثائقية تسجيلية إلى كلمات بعض المبدعين المقربين من المرحوم زبير التركي، كما أصدرت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث كتيبا متميزا لأربعينية الفقيد زبير التركي ضم مختلف مداخلات المبدعين والمثقفين من أصدقاء الراحل وكذلك كلمة وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي وشمل الجزء الأخير من الكتيب نبذة من مسيرة الفنان الكبير زبير التركي الذي واصل في أيامه الأخيرة نشاطه الفني بصفته مستشارا لدى وزير الثقافة، كما واصل جهوده من اجل إعداد متحف خاص بأعماله في حديقة منزله ضاحية شوشة رادس، قرب العاصمة.