بسم الله الرحمان الرحيم «يا أيّتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربّك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق ا& العظيم. بصوت تقشعر له الأبدان وتخشع له النفوس وتطمئن له القلوب... ردّد الشيخ أحمد جلمام بعض الآيات القرآنية اعلانا عن انطلاق الاحتفاء بأربعينية المبدع الراحل الزبير التركي الذي وافاه الأجل المحتوم بعد صراع مرير مع المرض. الاربعينية احتضنها المسرح البلدي أمس الاول بحضور مجموعة من المثقفين والاعلاميين وأصدقاء الراحل. وبين تلك الستائر الحمراء التي غطّت جدران المسرح البلدي بتونس العاصمة، على ضوء الشموع وايقاع المالوف تم عرض مجموعة من اللوحات بامضاء الزبير التركي وبعض الاشرطة التي توثّق لمراحل من حياته فرأيناه وهو رسّام ونحّات وفيلسوف ومسرحي ومبدع الى حد النخاع وهو ما جعل السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث يقول في كلمته التي توجّه بها الى الراحل الزبير التركي أن لقاء اليوم لن يكون لقاء رثاء بل هو لقاء ثناء واحتفاء. احتفاء بعبقرية الزبير التركي وروعة ما أنجز مضيفا أن الزبير سيبقى حاضرا في قلوبنا وفي مهجنا كرمز من رموز ساحتنا الثقافية المضيئة، وعلم من أعلامها كان فذا بقدر ما كان متعدد المواهب متنوّع المشارب والهوى». مداخلة السيد عبد الرؤوف الباسطي جاءت مشحونة بالاكبار والثناء على ما أنجزه هذا المبدع مؤكدا على أن تونس التي كرّمته حيّا ستحتفظ به في الذاكرة منارة تهتدي بها الأجيال وتستنير. فنّان كامل «دعوتك يا زبيّر فلم تجبني...» هكذا أراد الحبيب بولعراس أن يتحدّث الى صديقه في أربعينيته مخاطبا إياه «ولأنت يا زبير جدير بالمبايعة لفنان كامل عشقت من الفن رفيعه من «فاردي» و«بوشني» الى ألحان عبد الوهاب وخميس ترنان وطرب أم كلثوم وسائر الفنون التشكيلية». الحبيب بولعراس أراد أن ينبش في الذاكرة ويستحضر الماضي ليقول «أراك يا زبير وأراني في ستوكهولم سنة 1962 مع عمار فرحات وأنا أعبّر عن اعجابي بنشاط السويديين وأن تردّني الى الواقع حتى لا يكون من افراط، وأراك تنادي «عمّار» في المترو من وراء جريدة «يا خويا» بطريقة مسرحية وبأسلوب مضحك خاطب الحبيب بولعراس صديقه ومبدع تونس الراحل ممنيا النفس باللحاق به في دار الخلد. ثراء المداخلات جاءت ثرية تنبض ابداعا فأحيت الزبير في ذاك اليوم وأخرجته من تربته في تلك اللحظات التي جمعت العائلة والأصدقاء فكان لقاء ثناء بعيدا عن الرثاء.