أخبار تونس - افتتح السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل بمشاركة السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية صباح اليوم الندوة الوطنية حول آفاق تطوير أنشطة المطارات الداخلية مختتما بذلك سلسلة اللقاءات التحضيرية التي تمت خلال الأيام الأخيرة بكل من توزر وصفا قس و طبرقة للبحث في الطرق الفضلى لتطوير أنشطة المطارات الثلاثة الداخلية. وقد حضر الندوة الوطنية بتونس اليوم ضيوف من الدول الشقيقة والصديقة وإطارات وموظفي وزارة النقل والمؤسسات التابعة والمعنية بالنقل في تونس والفاعلين الاقتصاديين وممثلي المنظمات الوطنية والجامعات المهنية حيث أبرز السيد عبد الرحيم الزواري بالمناسبة أهمية هذه الندوة التي يتوافق انعقادها مع ذكرى تولي الرئيس زين العابدين بن على تدشين ثلاثة مطارات في يوم واحد كان ذلك يوم 22 ديسمبر من سنة 2007 وهو حدث قل نظيره فضلا عن كونه حدثا اقتصاديا بامتياز. وأضاف أن البلاد تمتلك اليوم تسعة مطارات ذات طاقة استيعاب سنوية تزيد عن 20 مليون مسافر بما في ذلك مطار النفيضة الذي يمكن المفاخرة به كانجاز متميز على المستوى الإفريقي وهو مدعو في قادم السنوات إلى لعب أدوار كبرى. وبين أن الهدف من هذا اللقاء هو تعميق الحوار والنظر في أدوار المطارات الداخلية بهدف الاستغلال الأمثل لها، مشيرا في ذات الوقت إلى التشجيعات والمبادرات الرئاسية التي تم منحها لبعض المطارات خاصة على مستوى المعاليم الجوية للشركات الجوية الوطنية والأجنبية مشددا على آداء المطارات التونسية الذي يعد جيدا حيث يستأثر الأسطول الوطني بنسبة 60 بالمائة من الحركة الجوية في المطارات التونسية وأكد أن تونس نجحت في رفع التحديات في ظل سياسة الأجواء المفتوحة التي ستواصل الشركات الوطنية العمل على ضمان حصة هامة منها. وابرز وزير ا لنقل العناية التي تحظى بها المطارات الداخلية إذ خصتها الدولة بالعديد من الحوافز المادية بالإضافة إلى إعفاء الشركات الوطنية من معاليم الهبوط بهذه المطارات لتشجيعها على استغلالها فضلا عن انجاز أشغال الصيانة المستمرة وإدخال التحسينات اللازمة لتعصيرها مؤكدا أن سنة 2011 تمثل موعدا هاما لاستكمال برنامج تحرير الأجواء وهو ما يتطلب تظافر جهود مختلف المتدخلين لجعل المطارات التونسية وخاصة منها الداخلية عنصرا فاعلا لمزيد دفع الحركية الاقتصادية بالجهات في إطار الرؤية الشمولية والمتجددة للتنمية الجهوية التي رسمها البرنامج الرئاسي 2009 – 2014 والتي يبرهن عليها اتساع شبكة المطارات التونسية بمعدل 100 كلم بين مطار وآخر. ومن جهته شدد وزير التجارة والصناعات التقليدية على الأهمية التي يمثلها الارتقاء بالمطارات الداخلية خاصة وان الدولة قامت بتوفير البنية الأساسية التحتية وينتظر الآن من الفاعلين الاقتصاديين تنمية صادرات البلاد واستكشاف أنشطة جديدة للرفع من تشغيلية المطارات في ضوء رؤية شمولية. وتطرق السيد رضا بن مصباح إلى موضوع التنمية الجهوية باعتبارها بعدا يمر حتما عبر دفع الحركة الاقتصادية بالجهات والنقل الجوي من أبرز المجالات الذي يمكن الاستفادة منه. ودعا إلى توفير خطة شراكة بين القطاعين الخاص والعام بهدف استرجاع نسق التنمية بمضاعفة جهود الجميع خاصة أن النقل والشحن الجوي مكون رئيسيّ في هذا المجال لاسيما وان الرئيس زين العابدين بن علي حدد هدفا مهما لتونس المستقبل من خلال جعلها مركزا عالميا للخدمات. والجدير بالذكر أن الندوات التحضيرية قدمت عدة توصيات ومقترحات محددة للندوة الوطنية للبحث والنظر فيها، فعلاوة على السياحة والتصدير نادى المشاركون بجعل المطارات الداخلية فضاءات مفتوحة لتطوير مناخ الاستثمار والتشجيع على الشحن الجوي للبضائع كما دعوا إلى جعل المطارات مراكز جهوية للعبور بين البلدان الشقيقة والصديقة المجاورة أو في جنوب القارة السمراء إلى جانب استغلالها كمراكز لتكوين الطيارين من التونسيين والأجانب وأيضا مراكز لصيانة الطائرات. ومن جهته أشار السيد محمد الشريف الرئيس المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات ان تأثيرات الازمة العالمية على مطاراتنا كان محدودا الى حد ما حيث ان نسبة النقص في الحركة الجوية سوف لن تتجاوز 5.5 بالمائة ومع هذا فقد قام الديوان خلال المخطط التاسع والعاشر وبداية المخطط الحادي عشر الحالي باستثمارات مهمة جاوزت 44 مليون دينار بالنسبة للمطارات الداخلية. وبخصوص الحوافز التي تم إقرارها لفائدة المطارات الداخلية يمكن الإشارة إلى الإعفاء من المعاليم الخاصة بالمطارات بخدمات الملاحة الجوية بكل من مطاري طبرقةوتوزرنفطه ابتداء من سنة 1996 وقد تم تمديد العمل بهذا القرار إلى موفى سنة 2011 كما تم إعفاء المسافرين والطائرات على الرحلات التجارية الداخلية من المعاليم الخاصة بالمطارات وبخدمات الملاحة الجوية من جانفي 1999 إلى موفى سنة 2013 بعد تمديده في سنتي 2004 وسنة 2009. وأجمع المتدخلون على أهمية الندوة التي مكنت من استجلاء الكثير من الفوائد لصالح التنمية الجهوية خاصة بالجهات التي تتواجد بها المطارات وأكدوا على وجوب مزيد دفع هذه المؤسسات الاقتصادية حتى تؤدي أدوارها على الوجه الأكمل عبر تخصيص الأنشطة بكل جهة وفتحها أمام المبادرة الخاصة وتثمين أدوارها التنموية خاصة في مجال الشحن والتصدير كما دعوا إلى وجوب اعتماد صيغ اللزمات وفق كراسات شروط وبعث شركات جوية للنقل منخفض الكلفة.