أخبار تونس - تقع ولاية بنزرت في أقصى الشمال للبلاد التونسية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وتضم أعلى نقطة في القارة الإفريقية هو الرأس الأبيض هذا الموقع الجغرافي جعلها تعيش 300 يوم من الرياح سنويا. وتعتبر الرياح المصدر الذي يشهد النمو الأسرع في العالم للطاقة سيما وأنه قابل للتجديد ولا يتأثر بتقلّبات أسعار الوقود كما لا يحتاج للتنقيب أو الحفر لاستخراجه أو لنقله إلى محطّة توليد، كما أنها طاقة ذات قيمة عالية رغم تراجع تكاليف توليدها. وفي هذا الإطار تسعى ولاية بنزرت إلى استغلال هذه الطاقة من خلال انجاز محطتين لتوليد الطاقة الهوائية بكل من الماتلين و الكشابطة بطاقة جملية تقدر بنحو 120 ميغاواط وذلك في نطاق مشروع متكامل ممول بقرض قيمته 200 مليون أورو قرابة 380 مليون دينار من صندوق مساعدة التنمية “فاد” التابع للحكومة الاسبانية. ويشتمل المشروع الذي ينفذ على امتداد سنتين على نصب 91 مروحة هوائية عملاقة لتوليد الطاقة منها 46 مروحة بالماتلين معتمدية رأس الجبل و45 مروحة بمنطقة الكشابطة الواقعة بين منزل بورقيبة وأوتيك وذلك بالتوازي مع تركيز محطتين للضغط العالي 90 كيلوفولت في كل موقع وتوسيع محطة الضغط العالي بمنزل جميل ومد خط للضغط العالي بين الماتلين ومنزل جميل. وتستعمل هذه المنشات والتجهيزات في تحويل الطاقة المنتجة إلى كهرباء لإدماجها وترويجها ضمن شبكة الشركة التونسية للكهرباء والغاز التي ستتمكن من اقتصاد 120 ألف طن مكافئ نفط من المحروقات و43 ألف متر مكعب من الماء سنويا. ويندرج المشروع في نطاق الإستراتيجية الوطنية في مجالات التنمية المستديمة والنهوض بالطاقات المتجددة ومقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري كما سيتيح تقليص انبعاث 300 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. وتعتزم الشركة التونسية للكهرباء والغاز توسيع هذا المشروع بتركيز 26 مروحة هوائية عملاقة قصد الترفيع في طاقة المحطتين من 120 إلى 190 ميغاواط . وسيتم في بنزرت تركيز محطة لإنتاج الكهرباء علاوة على محطتين أخريين في كل من سوسة والهوارية في الوطن القبلي ويأتي انجاز هذه المحطات في ظل تزايد الطلب على الكهرباء في كامل مناطق البلاد. ويشار إلى أن الغاز الطبيعي سيغطي جل مناطق البلاد بموفى 2014، وبخصوص المحطة الكهرونووية فإن الدراسات الفنية انطلقت بشأنها وسيكون الإنجاز سنة 2020.