خصص اجتماع المجلس الجهوي الذي التأم أمس الأربعاء بولاية صفاقس بإشراف السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة للنظر في المشاريع البيئية بهذه الجهة. وقد بلغت الاستثمارات في المجال البيئي في ولاية صفاقس منذ التحول 276 مليون دينار شملت انجاز مشاريع وتنفيذ قرارات رئاسية في هذا المجال على غرار غلق مصنع الحامض الفسفوري “ان بى كا” وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس ضمن مشروع تبرورة وإرساء منظومة للتصرف في النفايات عبر إحداث مصب جهوي مراقب والقضاء على المصبات العشوائية. وقد مكنت هذه المشاريع من تعزيز نسبة الربط بشبكات التطهير العمومية والارتقاء بها من 22 بالمائة سنة 2002 إلى 73 بالمائة خلال 2008. وأكد السيد نذير حمادة بالمناسبة أن الدراسات المتعلقة بنقل مصنع السياب خارج مدينة صفاقس بلغت مرحلة متقدمة مبرزا حرص المستثمرين والصناعيين على احترام المواصفات البيئية والنسب المسموح بها في مجال التلوث. ومن جهة أخرى، أعطى الوزير بجزيرة قرقنة إشارة انطلاق أشغال المصب المراقب بمليتة ضمن مشروع قدرت تكاليف انجازه بثلاثة ملايين دينار ونصف ويشتمل بالإضافة إلى بناء المحطة التي تقدر طاقة استيعابها بحوالي 13 ألف طن من النفايات في السنة على مركزي تحويل هما الآن قيد الدراسة. وينتظر أن تستكمل أشغال المشروع في غضون سنة ليدخل إثرها حيز الاستغلال الفعلي ويفسح المجال أمام برنامج لغلق واستصلاح المصبات العشوائية المتواجدة بستة مناطق هي العطايا والرملة والكلابين ومليتة وأولاد عز الدين والقراطن. كما تعرف الوزير على المشاريع التي ستشهدها جزيرة قرقنة في مجال التطهير خلال سنة 2009 ومن أبرزها المشروع الرئاسي لتطهير منطقتي مليتة والعطايا باستثمارات تقدر بنحو 17 مليون دينار. واطلع في هذا الصدد على محتوى دراسة ستنطلق خلال شهر فيفرى القادم وتتعلق بمشروع لحماية جزر قرقنة من الانجراف البحري خصصت له اعتمادات بحوالي 10 ملايين دينار. وفي صفاقس أعطى السيد نذير حمادة إشارة انطلاق القسط الثاني من مشروع المنتزه الحضري بطينة الذي خصصت له اعتمادات تقدر بنحو 257 ألف دينار. كما اطلع على أشغال انجاز مشروع تجميل المدخلين الشمالي والجنوبي لطينة. وفي معتمدية عقارب عاين الوزير مصبا للمرجين أنجز باستثمارات تصل إلى 880 ألف دينار وانخرطت فيه 256 معصرة بالجهة. وأقيم بالمناسبة معرض وثائقي اشتمل على بيانات تتعلق ببرنامج نموذجي يرمى إلى التصرف في مادة المرجين على نطاق واسع وتثمينها عبر تقنيات الرش بغابات الزياتين والمعالجة الفيزيوكيميائية وإنتاج الغاز الطبيعي علاوة على استعمال المرجين في صنع السماد العضوي. ويشترك في هذا المشروع ذي الأبعاد البيئية العلمية الاقتصادية كل من شركة خدمات المعاصر والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ومعهد الزيتونة ومركز البيوتكنولوجيا بصفاقس.