أخبار تونس – تم مساء الأربعاء 20 جانفي 2010 بفضاء دار الثقافة المغاربية ابن خلدون افتتاح معرض جماعي في الفن التشكيلي للرسامات سحر والي وإيمان عامر وزينب دربال ونهال اللحياني. ويبلغ عدد اللوحات المعروضة بالطابق الأول والثاني لدار الثقافة ابن خلدون 30 لوحة مختلفة الأحجام تستعرض تجارب هؤلاء الرسامات اللاتي يعرضن أعمالهن التشكيلية للمرة الثانية في حين كان المعرض الأول لهن جماعيا أيضا بالمركب الثقافي محمد الجموسي بمدينة صفاقس خلال صيف 2009. وأنجزت جلّ هذه الأعمال ضمن مشروع تخرج هؤلاء الفنانات التشكيليات من معهد الفنون الجميلة بصفاقس إختصاص الرسم، وذلك تحت إشراف الأستاذ الجامعي والفنان التشكيلي رشيد الفخفاخ، مما يفسّر بعض الجوانب من التقارب في الخطوط التعبيرية والرؤى التشكيلية للعارضات. ويوجد كثير من التجانس في هذه اللوحات على الرغم من اختلاف المواضيع المعالجة والتقنيات التشكيلية ويمكن ملاحظة ذلك بيسر من خلال النظرة الأولى العابرة خاصة من خلال الألوان التي يحضر فيها اللون البرتقالي بمختلف تدرجاته أو اللون البني بشتى تدرجاته.. بينما تتكفل الألوان الداكنة بإحداث التغاير أو التضاد اللوني. غير أن النظرة الفاحصة لهذه اللوحات تكشف عن سعي كل فنانة تشكيلية من هذا الرباعي إلى صياغة منحى تعبيري متميز ومتفرد، ففي الفن التشكيلي لا يمكن أن يحصل تكرار الأعمال التشكيلية أو تناسخها وإلا أصبحت العملية التشكيلية عبثا لا طائل من ورائه ولا روح تحركه ولا منابع تبدي مواطن الجمالية فيه. ويبدو أن هؤلاء الفانانات التشكيليات قد استفدن كثيرا مما تتيحه التوجهات التشخيصية والتجريدية والتعبيرية في الفن التشكيلي من حرية كبرى وسعة خيال وقدرة على التعامل مع الريشة ومختلف المحاميل وتطويع عدة تقنيات تشكيلية مثل الرسم الزيتي أو الأكريليك أو فن “الكولاج”.. ومثلما تحمل اللوحات عناوين مميزة ولافتة ك “رقصة الأطياف” و”صرخة” و”تركيبة” و”إرباك”، فإن المعاني والدلالات التي تحيل إليها مختلف هذه الأعمال تبدو مليئة بالإيحاءات من خلال تداخل الخطوط وتنوع الأشكال وتراشح الألوان.. فلكل عمل جماليته وفلسفته الخاصة ومقدار الضوء النابع من عمق اللوحة فيه. فعلى سبيل التمثيل لا الحصر تسجل الفنانة التشكيلية سحر والي حضورها في هذا المعرض الجماعي بعدة أعمال تأتي في واجهتها لوحتها العملاقة بعنوان “نداء” التي يبلغ طولها 4.30 متر وعرضها 4 أمتار تمثل مشهدا لإمرأة تصرخ وهي مشكلة من 100 لوحة صغيرة تجسد صورا نصفية لنساء في حالات تعبيرية مختلفة مما يفتح هذا العمل التشكيلي على عدة تأويلات تماشيا مع تعدد الأحاسيس والرغبات فوضعية الصراخ مبهمة تحيل على الغضب أو الألم مثلما تحيل على النشوة أو الدهشة وغير ذلك من المشاعر والأحاسيس.. كما إختارت سحر والي لعبة الشطرنج لترسم خمسة نماذج متنوعة تعبر كل واحدة منها على رؤية تشكيلية محددة واتخذت لها عناوين متقاربة الدلالات مثل: “إرباك” و”رهانات” و”المأزق” و”مواجهة” و”المطب”، مستثمرة مربعات رقعة الشطرنج وتشكل منها متاهات وتعرجات قد تحيل على ضياع الذات البشرية وفقدانها بوصلة النجاة... وبمناسبة افتتاح هذا المعرض الجماعي الذي سيتواصل إلى غاية يوم 2 فيفري أكدت الفنانات التشكيليات العارضات ل”أخبار تونس” أن وجود أعمالهن بفضاء دار الثقافة إبن خلدون بالعاصمة يمثل فرصة لهن للتعريف بإبداعاتهن ولإحداث نوع من التواصل مع المشاهد أو المتلقي قصد استلهام أفكار جديدة وإثراء تجاربهن. وعبر هؤلاء الفنانات التشكيليات عن استفادتهن من تجارب فنانين تشكيليين تونسيين كبار مثل: نجيب بلخوجة والحبيب شبيل ومحمود السهيلي والحبيب بيدة ونجوى عبد المقصود...