ما زالت الكلمة التي القاها الرئيس زين العابدين بن علي في افتتاح اشغال مجلس الوزارء والتي حدد فيها معالم خطة العمل الحكومي بالنسبة للفترة القادمة وضبط فيها مهام ومسوءوليات اعضاء الحكومة تستاثر باهتمام وسائل الاعلام العربية التي ثمنت الدلالات العميقة لهذه الكلمة. فقد اكدت جريدة «العرب» الصادرة بلندن ان الشارع التونسي تفاعل بشكل لافت مع الكلمة التي توجه بها الرئيس زين العابدين بن علي الى التركيبة الحكومية الجديدة حاثا اياهاعلى المبادرة باتخاذ القرارات دون انتظار تعليمات عليا تبرر تاخير الامضاء على الوثائق الادارية او تعطيل مشاريع اقتصادية او اجتماعية او ثقافية او مصالح المواطنين بما يبرز حرص سيادته على القضاء على مظاهر البيروقراطية والمحسوبية وانعدام النزاهة. وكتبت في هذا السياق تقول «ان تونس دخلت بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية مرحلة تطوير جدية وان القيادة السياسية حسمت الكثير من الامور ابرزها الانفتاح السياسي والاعلامي واستقطاب الكفاءات بقطع النظر عن انتمائها السياسي». وتطرق كل من الموقع الالكتروني «ميدل ايست» وصحيفة «المستقبل» اللبنانية وصحيفتا «الاحرار/ و»الجمهورية» المصريتان الى اهم التوصيات الواردة في كلمة رئيس الدولة والتي دعا من خلالها اعضاء الحكومة الى عدم التردد في اتخاذ القرار حول اية مسالة بذريعة انتظار التعليمات والى ايلاء كل الاهتمام لمشاغل المواطنين وتلبية مطالبهم والتدخل الحازم في حالة حصول اخلال او قصور او اهمال فضلا عن احترام الراى المخالف وتقبل النقد البناء. ومن جهتها افادت كل من جريدتي «اللواء» و»الديار» اللبنانيتين وجريدة «الاخبار» المصرية ان الرئيس زين العابدين بن علي شدد في كلمته على ان كل وزير مطالب بالتعاون مع الكفاءات والجهات التي من شانها ان تقدم له الاضافة المطلوبة كما ان مهمته لا تقتصر على حل المشاكل القائمة بل تتعداها الى التحلي بالاجتهاد والاستنباط والمبادرة في معالجة القضايا المطروحة ورفع الصعوبات الماثلة وتقديم الاقتراحات. وابرزت صحيفتا «الجزيرة» السعودية و»المساء» المصرية حرص رئيس الدولة على توفير الخبر الصحيح والمعلومة المطلوبة للمواطنين والصحافيين بكل صراحة وواقعية دون حرج او تبرم باعتبار ان تونس «بلد ديمقراطي تعددى الاعلام فيه حر والمواطن فيه مسؤول».