أخبار تونس – الكاتب العبقري لا يكف عن العطاء حتى بعد موته، ففي كل مرة يكشف النقاب عن نصوص بكر لم تنشر لهذا الكاتب أو ذاك ويمكن أن ينطبق هذا على الكاتب التونسي الفذ والمثقف العصامي علي الدوعاجي (1909-1949) الذي تم الاحتفاء بمائويته في السنة الفارطة وخصصت عدة ندوات وفعاليات لتسليط الضوء على حياته وأدبه كما صدرت عدة مؤلفات ودراسات تحلل توجهاته الأدبية وأقاصيصه ورواياته ومسرحه وأزجاله ورحلاته ورسوماته الكاريكاتورية. ولقد أصدر الكاتب عز الدين المدني مؤخرا مؤلفا جديدا بعنوان “أعمال علي الدوعاجي” عن “بيت الابداع العربي” 2010 جمّع فيه النصوص السردية التي وقع إصدارها سابقا في ثلاثة كتب مستقلة وهي: «جولة بين حانات البحر الابيض المتوسط» و«سهرت منه الليالي» و«تحت السور» وأضاف لها نصوصا نثرية وشعرية لعلي الدوعاجي غير معروفة ولم تنشر من قبل. ومن شأن هذا الكتاب الجديد الذي جاء في 550 صفحة أن يثري مدونة علي الدوعاجي ويوفر للقراء والباحثين والمهتمين بإنتاج هذا الأديب المتميز في مصنف واحد مدعم بنصوص جديدة تظهر مدى غزارة إبداع الدوعاجي وتنوع أجناس الكتابة لديه. ويعد أدب علي الدوعاجي مرآة دالة على تطور الأدب التونسي خلال الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين حيث سطع نجم عدد كبير من الشعراء والقصاصين مثل أبو القاسم الشابي والطاهر الحداد ومصطفى خريف ومحمود بيرم التونسي ومحمد العريبي ومحمد الحليوي والشاذلي خزندار وغيرهم.. وسعى عز الدين المدني في الكتاب الجديد إلى جمع أكبر عدد ممكن من إبداع الدوعاجي فبالاضافة إلى «جولة بين حانات البحر الابيض المتوسط» و«سهرت منه الليالي» و«تحت السور» تضمن الكتاب قسما خاصا بمسرح الدوعاجي وحوارياته (السكاتشات) منها مسرحية “راعي النجوم” وهي مسرحية ذهنية فلسفية كتبت باللغة العربية الفصحى عكس الحواريات التي أراد الدوعاجي أن تكون باللهجة العامية وبأسلوب هزلي وفكه... وضم الكتاب قسما خاصا بالاغاني والازجال وبلغ عدد الاغاني 49 أغنية لحّن معظمها الشيخ خميس الترنان والموسيقار محمد التريكي وغناها المطرب الهادي الجويني والمطرب الصادق ثريا والمونولجيست صالح الخميسي...