يعتبر الاديب علي الدوعاجي الذى تحتفل تونس هذه السنة بمرور مائة عام على ميلاده من رواد النهضة الثقافية في البلاد ومن ابرز جماعة “تحت السور” الذين اثروا الساحة الابداعية.ولد علي الدوعاجي يوم 4 جانفي 1909 بتونس العاصمة وتوفي بها في 27 ماى 1949 وبرز بانتاجه الادبي الغزير الذى شمل مختلف الاغراض الادبية والانماط الفنية ذلك انه الف اكثر من 160 رواية اذاعية و15 مسرحية يقول في شانها زين العابدين السنوسي “انها مثلت بالفعل من مختلف الاجواق وتمتع بها العموم بحواراتها البهيجة و بمناظرها الغريبة الممتعة اذ كان يقف على الدوعاجي على اخراجها بنفسه وله في ذلك الذوق الممتاز” كما الف المسرح الغنائي ولعل من ابرزه اوبيرات “بين نومين” التي لحنها الفنان الهادي الجويني. وكتب على الدوعاجي كذلك مجموعة من الفصول الادبية تضمنها كتابه الشهير “رحلة بين حانات البحر الابيض المتوسط” ونشرها في ستة اعداد متتالية من مجلة “العالم الادبي” سنة 1933 ثم اعاد نشرها الاستاذ محمود المسعدى في مجلته “المباحث” في سنتها الاولى وذلك الى جانب كتابه الثاني “سهرت منه الليالي”. وفي مجال الغناء الف هذا المبدع اكثر من 500 اغنية اعتمد فيها على المتن الزجلي فاثرى بذلك المدونة الغنائية وخاصة منها المنتمية الى فرقة الرشيدية ومن ابرزها اغنية “يالايمي عالزين” التي ادتها الفنانة صليحة ولحنها خميس الترنان وفازت بالجائزة الكبرى في اول مهرجان للاغنية الذى نظمته الرشيدية سنة 1936 . كما تغنى عدد من الفنانين بازجاله من ضمنهم صالح الخميسي الذى خلد بعضها في تسجيلاته الاذاعية وذلك باستثناء دور”العتاب” الذي لحنه واداه الفنان الهادي الجويني. ويبقى علي الدوعاجي شخصية ابداعية متفردة ورائدا في في كل المجالات الثقافية ادبا ونثرا وشعرا ومسرحا وغناء وصحافة حيث بعث جريدة”السور” وميزها بالرسم الكاريكاتوري الساخر وذلك فضلا عن فصوله الصحفية التي كان يتابع كتابتها في الجرائد اليومية والصحف الاسبوعية.