أخبار تونس - لطالما مثلت المرأة العربية المسلمة عبر التاريخ موضوعا لعديد البحوث والدراسات سواء ذات الأبعاد التاريخية أو الاجتماعية ويعود الاهتمام بهذا الموضوع إلى طبيعته الدقيقة ونظرا لما أثارته وضعية المرأة في العالم الإسلامي والعربي من انتقادات غربية كانت نتيجة لرؤية سطحية واستعمارية. وفي سياق الكشف عما يحتويه التاريخ العربي الإسلامي من أعلام نسوية كن منارات في عصرهن قامت الباحثة التونسية ليلى عزيز بالغوص في تاريخ 9 نساء عربيات مسلمات وأنتج بحثها تسعة نصوص استعرضت خلالها حياة نساء كان لهن دور وتأثير تاريخي كبير...ويذكر أن ليلى عزيز من أب تونسي وأم فرنسية سويسرية قامت ببحثها هذا كرد للاعتبار كما تقول”للنساء المنسيات المطموسات من قبل من يكتبون التاريخ...). وكانت هذه النصوص محور عرض بالي توثيقي قامت به الراقصة Magali Lesueur وحمل العرض عنوان “Sultana ,une leçon de poésie arabe” (سلطانة ،درس في الشعر العربي) الذي يجمع بين الطابع العربي والكلاسيكي وقد تم عرض هذا البالي عدة مرات في باريس خلال الصائفة الفارطة كما تم اختياره للمشاركة في مهرجان العالم العربي في مونريال الذي سيدور من 30 أكتوبر إلى 15 نوفمبر القادم... وتعرضت النصوص التسعة إلى تسع شخصيات نسوية هن القيروانية فاطمة الفهرية (أم البنين) التي يذكر لها القيام بعدة أعمال خيرية فضلا عن بنائها صحبة أختها لمسجد القرويين بمدينة فاس المغربية فضلا عن ملكة اليمن أروى (القرن 11) والتي لقبت ببلقيس الصغرى لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها كما كانت مهتمة بالترتيل والتأويل إلى جانب دورها السياسي في تلك الفترة. ولم تنس ليلى عزيز شاعرة الصبر والحكمة تُمَاضِر بنت عمرو بن الحارْث المشهورة باسم الخنساء التي برعت في الرثاء كما كان لها بعض الخطب القصار والمتصوفة العراقية رابعة العدوية إضافة إلى ولادة بنت المستكفي التي اشتهرت بالفصاحة والشعر، وكان لها مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء ليتحدثوا في شؤون الشعر والأدب... علاوة على أخريات كرازية السلطانة وشجر الدر الملقبة بعصمة الدين أم خليل التي تولت عرش مصر، والتركية سلطانة روكسلان واختتمت النصوص بالشاعرة السورية ماريانا ماراش.