أخبار تونس- في إطار المد التضامني الوطني مع ضعاف الحال وذوي الدخل المحدود، نظر مجلس الوزراء يوم الأربعاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي في مشروع قانون يتعلق بتنقيح قانون 1973 الخاص بتنظيم المهن الصيدلية. ويعتبر مشروع التنقيح آلية جديدة تنضاف لتعاضد جهود الدولة في مجال الخدمات الصحية بغرض توسيع مجال تطبيق آلية جمع الأدوية عبر التبرعات والهبات المتأتية من الجمعيات والمنظمات الخيرية والمؤسسات لتشمل جمع الأدوية لدى العموم قصد توزيعها ثانية. ويذكر أن الرئيس زين العابدين بن علي قد أذن بإحداث البنك الخيري للأدوية في 02 سبتمبر 2008 ضمن أنشطة الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، استكمالا لمنظومة التضامن وتوسيع المد التضامني ليشمل الجانب الصحي لفائدة ضعفاء الحال ومحدودي الدخل والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية غير المشمولين بالتغطية الصحية على وجه كاف وذلك بالحصول على الأدوية أو بعض المعدات الطبية وشبه الطبية قصد تخفيف عبء تكاليف العلاج على كاهل هؤلاء المواطنين وتحسين الخدمات الصحية لهم والمساهمة في تلافي النقص الحاصل في الأدوية في عدد من الأمراض وخاصة منها المزمنة والحادة. ويحتوي البنك على مخزونات من الأدوية والمعدات الطبية وشبه الطبية، يتم التصرف فيها جمعا وتوزيعا لفائدة عدد من المؤسسات الصحية العمومية عبر منظومة إعلامية تعتمد تسجيل الهبة في المنظومة وإصدار الترقيم بالأعمدة (Code à barres) وضمان تتبع استرسالها (Traçabilité) . وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى خصوصية ذلك بإظهار كونها هبة تابعة للاتحاد وبالتالي خارجة عن الاستعمال التجاري. وتتأتى مدخرات البنك من الأدوية والمعدات الطبية وشبه الطبية من أصحاب المصانع والمخابر والصيادلة وموزعي الأدوية بالجملة و تعتمد أيضا على تبرعات المواطنين ومكونات المجتمع المدني الذين انخرطوا فيها بفاعلية على غرار الخيمة التي انتظمت تحت شعار “الدواء اللي تتبرع بيه..غيرك في حاجة ليه” بوسط منطقة حي الخضراء بالعاصمة من 6 إلى 13 سبتمبر2009 والتي عرفت إقبال 120 متبرعا وسمحت بتجميع نحو 3 آلاف علبة دواء و55 من المعدات والكماليات شبه الطبية. وخلال سنة 2009 تم توزيع أقساط من الأدوية على 226 هيكلا صحيا و12 قافلة صحية و18 جمعية بما قيمته 533 ألف دينار، كما تم توزيع الأدوية على المستشفيات وعددها 26 إلى غاية 31 أوت 2009 . وساهم البنك في توفير أقساط من الأدوية لفائدة 12 قافلة صحية جابت زغوانوسليانة والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة والقيروان وحلق الوادي وتالة ومنوبة وتطاوين وباجة، كما تمت مساعدة 18 جمعية بالأدوية وهي جمعيات SOS بكل من أكودة وقمرت والمحرسوسليانة وجمعية رعاية المسنين في تونس ومنوبة وجمعية صوت الطفل بنابل وجمعية بيتي بقفصة وجمعيات تعنى بالطفولة فاقدة السند. ويذكر أنه خلال الثلاثي الأخير من سنة 2008 ساهم أصحاب المخابر ومصانع الأدوية والمعدّات الطبية وشبه الطبية بتبرّعاتهم من الأدوية والتي بلغت قيمتها النقدية ما يزيد عن المليار من المليمات وتولى الاتحاد توزيع قسط منها على 425 هيكلا صحيا و5 قوافل صحية و6 جمعيات بما يناهز 400 ألف دينار حسب صحيفة الحرية ليوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2009. وتتوزع هذه الهياكل الصحية على مجامع أساسية للصحة وعدها 16 وذلك لفائدة 405 مركز صحة أساسية، وكذلك على ثمانية مستشفيات جامعة (شارل نيكول، معهد التغذية، الرابطة، مستشفى الأطفال، عزيزة عثمانة، المنجي سليم ، عبد الرحمان مامي بأريانة، الهادي شاكر بصفاقس). ومن بين هذه الهياكل 7 مستشفيات جهوية (الطاهر المعموري بنابل، الكاف، سليانة، باجة، بن عروس، قابس، جندوبة). وكذلك 5 مستشفيات محلية (في المحرس وبرقو وقليبية ومنزل بورقيبة وخير الدين)،كما تم توزيع الأدوية على 6 جمعيات تهتم برعاية المسنين ومنظمات تعنى بالطفولة فاقدة السند.