أخبار تونس – “الدواء اللي تتبرع بيه... غيرك في حاجة ليه” هو شعار الحملة الوطنية لتجميع الأدوية التي امتدت من 6 إلى 13 سبتمبر الجاري ونظمها الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي. وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز قدرات البنك الخيري للأدوية. ويذكر أن هذه الحملة ستشمل خلال الفترة المقبلة عددا من مناطق البلاد، وتأتي هذه الحملة في سياق قرار رئيس الدولة بتنظيم حملة لجمع الأدوية. وقد تم خلال الأسبوع الماضي تعزيز جهود التوعية التي تقوم بها مجموعات الشبان والمتطوعين للتحسيس بأهمية التبرع بالأدوية والمستلزمات شبه الطبية تكريسا للمد التضامني والتآزر الاجتماعي. علما وأن البنك الخيري للأدوية جاء كآلية جديدة تضاف إلى تونس في إطار الإحاطة بالفئات ذات الاحتياجات الخاصة والحرص على تحسين ظروف المواطنين من محدودي الدخل. ويأتي هذا الانجاز تجسيما لقرار الرئيس زين العابدين بن علي في نوفمبر 2008 ، والقاضي بإحداث البنك الخيري للأدوية الذي أحدث بتاريخ 29 أوت 2008 وبترخيص قانوني من وزارة الصحة العمومية بقرار عدد3368. كما يساهم البنك الخيري للأدوية في تخفيف عبء تكاليف العلاج على كاهل المواطنين من ضعاف الحال ومحدودي الدخل غير المشمولين بالتغطية الصحية ولتفادي النقص الحاصل في الأدوية للمعوزين بالنسبة إلى عدد من الأمراض خاصة منها المزمنة والحادة. وتتأتى مدخرات البنك من الأدوية والمعدات الطبية وشبه الطبية من أصحاب المصانع والمخابر والصيادلة وموزعي الأدوية بالجملة./ وقد تجاوزت قيمة التبرعات من الأدوية خلال الثلاثي الأخير من سنة 2008 مليون دينار، تولى الاتحاد توزيع قسط منها على 425 هيكل صحي و5 قوافل اجتماعية و6 جمعيات بما يناهز 400 ألف دينار دون اعتبار ما تم توجيهه من أدوية ومعدات طبية إلى أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. كما قدم البنك من جانفي إلى موفى أوت 2009 أقساطا من الأدوية إلى 226 هيكل صحي و12 قافلة و18 جمعية بما قيمته 533 ألف دينار فضلا عن تنظيم ملتقى دعم البنك الخيري للأدوية لجمع التبرعات وإمضاء اتفاقيات دعم بما قيمته مليون و575 ألف دينار. ويشار إلى أن مجال صناعة الأدوية في تونس أرسى نسيجا صناعيا متكونا من 13 مؤسسة مختصة في الأدوية البشرية و6 في الأدوية البيطرية و3 مؤسسات لإنتاج التلاقيح والأمصال و6 مختصة في صنع المستلزمات الطبية حيث تطورت نسبة تغطية الصناعة المحلية للحاجيات الوطنية من 7 % سنة 1987 إلى 50 % حاليا باستثمارات فاقت 500 مليون دينار. كما تضاعفت الميزانية المخصصة لاقتناء الأدوية بالهياكل الصحية العمومية بين سنتي 1990 و2008 من 90 إلى 200 مليون دينار بما يعادل 70% من ميزانية التصرف. تساق هذه الحملة الخيرية التضامنية في سياق توجهات تونس القائمة على التضامن بين أفراد الشعب ومكونات المجتمع المدني.