ابرز السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من عناية للتكوين السياسي صلب برامج عمل التجمع مشيرا الى دور هذا التكوين في الارتقاء المستمر بالوعي السياسي للتجمعيين والتجمعيات ودعم قدراتهم على صعيد النضال الميداني.واكد الامين العام لدى افتتاحه الايام الدراسية الثانية لاعضاء اللجنة المركزية التي أذن الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيمها أهمية مثل هذه اللقاءات والندوات في اتاحة الفرصة لتناول المسائل التي تهم المسيرة الوطنية وتعميق الادراك بمختلف جوانبها وأبعادها في ظل الخيارات والتوجهات الكبرى لرئيس الدولة والتي يحرص التجمع على تجسيمها انطلاقا من مختلف مواقعه السياسية. واضاف أن هذه الايام تشكل أيضا فرصة لتطوير الخطاب السياسي واثرائه بالمعلومات والمعطيات الكفيلة بانجاح مهام عضو اللجنة المركزية المرتبطة أساسا بتأطير منخرطي التجمع ومناضليه وتأطير الرأى العام وحمايته من المغالطات والمعلومات المتناقضة مع الخصوصيات الوطنية ومصلحة البلاد العليا. كما أوضح أن اكتساب مناهج ووسائل التعاطي الامثل مع الاوضاع على المستويين الوطني والدولي واعداد الخطاب الواقعي المقنع هو من جوهر العمل السياسي الناجع الذى اصبح يستند واكثر من اى وقت مضى الى قاعدة الاتصال بمختلف اشكاله المباشرة منها او القائمة على استثمار التقنيات التكنولوجية الحديثة. وبين ان بناء الشخصية السياسية الناجحة يظل رهين التكوين الذاتي والتمرس بالتواصل مع كل الفئات والاجيال في اطار التحرك الميداني وخوض معترك الحياة السياسية بكامل مكوناتها. وأكد أن الرسالة النبيلة التي يضطلع بها اطارات التجمع ونخبه سيما اعضاء اللجنة المركزية تحملهم مسوءولية كبيرة في تأطير الرأى العام الوطني وحمايته من التأثيرات الخارجية وتكريس تفاعله مع المواضيع والاحداث الماثلة وفق مرجعيات التجمع وثوابت التغيير وباعتماد منهجية متطورة تساعده على القراءة الصحيحة لخلفيات أى خطاب فكرى أو اعلامي يطرح أمامه. ولدى حديثه عن مضامين الخطاب السياسي وضرورة اكتساب المواصفات الجديدة للنضال بكافة ابعاده الفكرية والميدانية والافتراضية استعرض السيد محمد الغرياني التوجهات الكبرى التي تميز المشروع الحضارى والمجتمعي للتغيير موضحا ان هذا المشروع يضمن تنمية متوازنة ومتكاملة المكونات والابعاد. ولاحظ ان التطور الذى عرفه النظام السياسي في تونس يستجيب لخصوصيات الواقع الوطني ويحصن البلاد من الهزات التي عرفتها الانظمة السياسية في عدد من بلدان العالم وأشار الى أن تشجيع مبادىء الحرية والمبادرة مع ضمان الحضور التعديلي للدولة قد ساهم في توجيه توزيع الثروة الوطنية لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان توازن المجتمع التونسي وتطوره وتقدمه على كافة الاصعدة. والقى السيد رياض سعادة عضو اللجنة المركزية ومدير مركز الدراسات والتكوين للتجمع محاضرة تحت عنوان “البعد الاستراتيجي للتكوين السياسي وعلاقته بالتحرك الميداني في ظل تحديات المرحلة ورهانات المستقبل” ابرز فيها ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من أهمية خاصة للتكوين السياسي لمناضلي التجمع بمختلف هياكله. واشار الى دور التكوين السياسي في توفير مرجعية صلبة يستند اليها عمل التجمع وخياراته وفي الحفاظ على المكانة الريادية للتجمع على الساحة السياسية الوطنية وعلى طابعه الجماهيرى باعتباره الحزب الموتمن على التغيير وعلى تجسيم المشروع المجتمعي الحداثي للتحول موءكدا على الترابط الوثيق بين التكوين السياسي والتحرك الميداني وعلى ضرورة تمكين اطارات التجمع ومناضليه من الاليات الكفيلة بدعم قدراتهم على الاقناع والاستقطاب والتعبئة .