أخبار تونس - توفقت منظومة تفقد الشغل الوطنية في تونس إلى بلورة نموذج مطابق للمعايير الدولية انطلاقا من واقع العلاقات المهنية في تونس وخصوصياتها حيث أن التجربة التونسية كرست التمشي الوقائي في مجال الشغل والعلاقات المهنية في إطار رؤية تنصهر ضمن المشروع المجتمعي التحديثي للرئيس زين العابدين بن على وتقوم على إرساء دولة القانون والمؤسسات وعلى تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي وتثبيت مقومات الأمن والسلم الاجتماعيين بما جلب لتونس احترام وتقدير المؤسسات والهيئات لدولية. وتأكيدا على تميز النموذح التونسي في هذا المجال عبر السيد أحمد مجدلاني وزير العمل بالسلطة الفلسطينية عن الرغبة في الاستفادة من التجربة التونسية في مجال الشغل والعلاقات المهنية وتفقد الشغل والمصالحة والصحة والسلامة المهنية وكان ذلك خلال لقاء جمعه والوفد المرافق له بالسيد الناصر الغربي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج، أمس الاثنين بمقر الوزارة، حيث تم بحث سبل دفع التعاون الثنائي في المجال الاجتماعي . وابرز السيد الناصر الغربي بالمناسبة دعم تونس الثابت والمبدئي لنضال الشعب الفلسطيني من أجل بناء دولته المستقلة. ومن ناحيته أعرب السيد احمد مجدلاني عن امتنان الحكومة الفلسطينية للمساندة التي تلقاها من تونس بهدي من الرئيس زين العابدين بن علي. كما أشار إلى ضرورة وضع إطار قانوني لدعم التعاون الثنائي في مجالات الشغل والعلاقات المهنية وتعزيز الإمكانيات المتاحة للشراكة. ومثل اللقاء مناسبة لاستعراض مميزات المقاربة التونسية في المجال الاجتماعي والتطور الحاصل في مختلف المؤشرات الاجتماعية. وفي هذا السياق تعمل تونس على تطوير مناهج وآليات التدخل التي تعتمدها أنظمة تفقد الشغل في إطار مقاربة تضمن أسباب العمل اللائق وتحافظ على مردودية المؤسسة في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تحولات عميقة ومتسارعة. ويذكر أن مجلة الشغل شهدت إصلاحين هامين سنة 1994 وسنة 1996 كانا محلّ تشاور مع المنظمات المهنية، وقد راعى هذان الإصلاحان في نفس الوقت حقوق العمّال ومصالح المؤسسة وشملا أغلب أحكام مجلة الشغل والمتعلّقة خاصة بتمثيل العملة بالمؤسسات، ونزاعات الشغل الجماعية، تفقدية الشغل والعقوبات، والصحّة والسلامة المهنية والتأجير وكذلك التشغيل. كما صدرت النصوص التطبيقية للأحكام الجديدة لمجلّة الشغل وشملت خاصّة عمل الأطفال والحوار الإجتماعي والصحة والسلامة المهنية. والجدير بالذكر أن تونس تحتضن خلال الأيام القادمة ملتقى مغاربيا حول تفقد الشغل.