تونس 27 أفريل 2010 (وات)- بعد مرور سنة على انطلاق أعمال الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة في 25 افريل 2009 انتظم يوم الثلاثاء بفضاء معرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم لقاء تم خلاله استعراض التوصيات والنتائج التي أفضت اليها أعمال اللجنة الوطنية للاستشارة بعد لقاء صفاقس خلال شهر جانفي المنقضي والذي اهتم بتدارس التقرير التأليفي للاستشارة الجهوية ونتائج الدراسة الميدانية التي أنجزت للغرض. وشملت التوصيات مجالي الكتاب والنشر فدعت بالخصوص الى تحيين مختلف النصوص المنظمة للقطاع والعمل على تناسقها من خلال دعم النصوص التشجيعية المتعلقة بالاستثمار في مجال الثقافة عموما وفي مجال النشر والكتاب بالخصوص الى جانب مراجعة كراس الشروط المتعلق ببعث مؤسسة نشر قصد وضع شروط اكثر مهنية. وأكدت التوصيات على تشجيع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال النشر ودعم الاعتمادات المخصصة لاقتناء الكتاب التونسي ضمن ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وميزانيتي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وفيما يتعلق بحقوق التأليف نادت التوصيات بالقيام بحملات تحسيسية دورية لحث المؤلفين على الانخراط في المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين وترويج العقد النموذجي الخاص بالنشر لدى كل الناشرين والمؤلفين الى جانب حماية حقوق التأليف بمقاومة القرصنة ومتابعة عمليات السحب وإعادة الطبع من قبل الناشرين والإسراع بإصدار النصوص الترتيبية المنظمة لصندوق التشجيع على الإبداع. وأوصت من جهة اخرى بوضع خطة وطنية لرقمنة الأرصدة الوطنية المكتوبة وتكليف المكتبة الوطنية بالاشراف على هذه الخطة وتنسيقها والشروع في تركيز الشبكة المكتبية الالكترونية الوطنية بمكوناتها الاساسية. أما التوصيات في مجال المطالعة فتضمنت ضرورة تأهيل شبكة المكتبات العمومية من خلال سن نصوص ترتيبية تنظم باحكام هذا القطاع وتحويل شبكة المكتبات العمومية الى مراكز ثقافية حية تتكامل فيها الادوار التربوية والاجتماعية والثقافية والاعلامية بالاعتماد على احدث الطرق في التنشيط علاوة على تخصيص الميزانية الكافية والاطار البشري اللازم لتكثيف برامج الترغيب في المطالعة بالمكتبات العمومية. وبخصوص المكتبات المدرسية والجامعية نادت التوصيات بتعميم المكتبات في المدارس والمعاهد والجامعات وتخصيص فضاءات وظيفية ومجهزة باحدث التكنولوجيات الاتصالية وبالوسائط المتعددة وتتوفر على ارصدة معينة وثرية ويديرها اخصائيون الى جانب احياء نوادي المطالعة داخل المؤسسات التربوية وابرام اتفاقيات شراكة بين المعاهد والمكتبات العمومية قصد تنظيم انشطة مشتركة في مجال المطالعة والترغيب فيها ولدى اختتامه فعاليات الاستشارة لاحظ السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تراكم المكاسب التي تحققت لقطاع الكتاب والنشر مما استوجب تقييم النتائج الكمية والنوعية التي افرزتها مشيرا الى المكانة الاسترتيجية التي تحتلها الثقافة في فكر الرئيس زين العابدين بن علي باعتبار ان الثقافة اصبحت مجالا خصبا للفعل والانتاج وتثمين الذكاء وحسن توظيفه في صناعة المضامين. وقال انه تم الحرص على ان تكون الاطراف والجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بقضايا الكتاب والمطالعة ممثلة صلب اللجنة الوطنية للستشارة التي خصصت موقع واب تفاعلي لكل راغب في تقديم اقتراحاته واجراء دراسة ميدانية حول واقع المطالعة في تونس انجزها مكتب دراسات مختص الى جانب تعميم هذه الاستشارة على كافة ولايات الجمهورية والاستئناس باراء كتابها ومثقفيها. وأوضح ان المتامل فيما افضت اليه الاستشارة من توصيات يلاحظ نقاط التلاقي بينها وبين ما تضمنه المحور 18 من برنامج رئيس الدولة المستقبلي من توجهات جوهرية في مقدمتها تاكيده على اهمية العمل على الاستمرار في تشجيع الابداع الثقافي وتعزيز مكانة المبدع ومزيد رعاية الكاتب التونسي والحفاظ على حقوقه الادبية والمادية. وجرى موكب الاختتام بحضور الدكتور رضا النجار منسق الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة الذي تولى قراءة ملخص الاعمال والتوصيات وأعضاء اللجنة الوطنية والمسؤولين عن قطاعات الكتاب والمطالعة وأعضاء الهيئات المعنية بالكتاب كاتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الناشرين ونقابة المكتبيين وجمعيات أحباء المكتبة والكتاب الى جانب شخصيات ثقافية واعلامية .