أخبار تونس- على طريقة المنزل الجربي التقليدي ” الحوش” ذي الحيطان البيضاء الناصعة ووسط محيط هادئ يزينه النخيل ويعبق برائحة الطبيعة الخضراء والبحر، افتتح مركز الفن والثقافة ” دار الشريف” بجربة أبوابه يوم 21 أفريل 2010 مستقبلا عديد الزوار والضيوف من تونسيين وأجانب لاسيما المولعين بالفن التشكيلي . وتولى افتتاح هذا المعرض السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ليعطي بذلك إشارة انطلاق نشاط هذا المركز. وجرى موكب التدشين بحضور شخصيات تونسية وأجنبية مرموقة من عالم الثقافة والسياحة إلى جانب ممثلي العديد من وسائل الإعلام. وكانت انطلاقة مركز الفن والثقافة بمعرض تشكيلي حول “مدرسة باريس ومدرسة تونس” مجسدا التلاقح بين الثقافات والفنون في تبادل ثري ومزيج بين رؤى وتوجهات فنية مختلفة. وضم المعرض لوحات لرسامي “مدرسة باريس” المرموقين مثل موديغلياني وشاغال وسوتين وفوجيتا ولوتري حصل عليها حمادي الشريف على وجه الإعارة من متاحف مونبرناس ( باريس) و أوسلو وبعض جامعي اللوحات الخواص وكذلك لوحات لرسامين ينتمون ل”مدرسة تونس ” مثل عمار فرحات ويحيى وعلي بن سالم ومفسود وروبتزوف وليفي وادغار نقاش إلى جانب زبير التركي والهادي التركي وجلال بن عبد الله في لوحات تعبر عن الطبيعة والمرأة والمدينة العتيقة وشخوص متنوعة... هذا المعرض الذي يتواصل من 21 أفريل إلى 20 جوان 2010 يحتوي أعمالا إبداعية متميزة هي ثمرة جهود 4 سنوات قام بها السيد حمادي الشريف باعث هذا المركز وصاحب خبرة طويلة في عالم الفن وخاصة منه الفن التشكيلي تزيد عن 45 سنة. وحمادي الشريف صاحب المشروع مختص في تسيير الأروقة الفنية وجامع للوحات معروف أنجز هذا المشروع الذي يضم إقامة للفنانين وورشات إلى جانب فضاء قادر على استيعاب مختلف التظاهرات الثقافية والفنية وقد اختار له هندسة معمارية تقليدية خالصة. ومن شأن مركز الفن والثقافة ” دار الشريف” بجربة أن يثري المشهد الثقافي لجزيرة جربة وأن يحقق مزيد الإشعاع لتونس كأرض للقاء والحوار وموطن للمبدعين. كما سيمكن هذا الفضاء الثقافي الزوار من الاطلاع على الثقافات الإنسانية والإبحار في عالم الفنون من خلال عديد التظاهرات الأخرى التي سينظمها ومن بينها إقامة معرض بالتعاون مع متحف زوريخ وآخر يجمع نخبة من الرسامين منهم اوتوديكس الذي أتلف هتلر ثلاثة أرباع أعماله إلى جانب تظاهرة “سرك الرقص” ودورات مسرحية.