أخبار تونس - سجلت تونس مشاركتها في أعمال اجتماع الدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية الذي اختتم مساء الجمعة 21 ماي 2010 بقصر الأممالمتحدة بجنيف، وتميزت الدورة بحصيلة متميزة كرست روح التعاون والتوافق بين البلدان الأعضاء وانتهت إلى اتفاق بشأن المواضيع الهامة في مجال الصحة العامة وأظهرت التزاما قويا بدفع التعاون الدولي من اجل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية ذات الصلة بالصحة، وقد كانت للوفد التونسي مشاركة مكثفة وفاعلة في أعمال الدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي تواصلت على مدى 5 أيام وناقشت حوالي 30 موضوعا. وبمناسبة هذا الاجتماع، أشادت السيدة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية برئاسة تونس للدورة 63 للجمعية العامة للمنظمة وبطريقتها الناجعة في تسيير أعمال هذه الدورة التي واجهت تحديا كبيرا تمثل في العدد الهام للمواضيع وما اتسم به بعضها من تعقيد واختلاف في الرؤى. وقد توافقت القرارات الخاصة بالأهداف الانمائية للألفية الصادرة عن الجمعية العامة للمنظمة الأممية للصحة مع المقاربة العالمية للرئيس زين العابدين بن علي من حيث تفعيل التضامن الدولي الذي كانت تونس جددت التأكيد عليه خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة. وفي هذا الصدد دعت الجمعية الدول الأعضاء إلى الايفاء بالتزاماتها في المساعدة على بلوغ أهداف الالفية ذات الصلة بالصحة وتوجيه هذه المساعدة خاصة إلى البلدان الأقل نموا والى توثيق التعاون بين كل الاطراف ومزيد تفعيل التعاون جنوب – جنوب من اجل تحقيق هذه الأهداف. كما صدر عن الجمعية العامة قرار يتعلق بالوضع الصحي في فلسطين والاراضي العربية المحتلة ويوءكد بالخصوص على الانهاء الفوري لغلق المعابر في الاراضي الفلسطينية كما يدعو المجتمع الدولي الى ممارسة الضغط على اسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة وكافة القيود المفروضة حاليا على الشعب الفلسطيني بما في ذلك المتعلقة بحرية تنقل الاشخاص والطواقم الطبية. واعتمدت الجمعية العامة من جهة اخرى جملة من القرارات الرامية الى مزيد الارتقاء بالوضع الصحي العالمي، تدعو خاصة الى تعزيز الجهود الوطنية ودفع التعاون الدولي في عديد الميادين على غرار صحة الام والطفل والصحة الانجابية والرعاية الصحية الاساسية وسلامة الغذاء والبحوث الطبية إلى جانب مقاومة الامراض السارية وغير السارية ومكافحة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. ومن جهته جدد السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية في ختام أعمال الجمعية العامة اعتزاز تونس برئاسة هذه الدورة من منطلق المكانة البارزة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للمجال الصحي في اطار مقاربته الرائدة لمقتضيات التنمية الشاملة والمستديمة والتي تجعل من الانسان محور التنمية وغايتها، مؤكدا ان ما توصلت إليه هذه الدورة من قرارات هامة في اطار التوافق حول اغلب النقاط المدرجة بجدول الاعمال يعكس العزم المشترك للبلدان الاعضاء على الخروج بنتائج ملموسة تسهم في احداث نقلة جديدة في اداء المنظومة الصحية الدولية تخدم الرفاه الصحي لكافة الشعوب. وجدد في هذا الاطار دعوة تونس إلى ارساء تضامن دولي فاعل في الميدان الصحي للحد من الهوة الصحية والاسراع في احراز التقدم المنشود على درب تجسيم الاهداف الانمائية للالفية ذات الصلة بالصحة والقضاء على كل مظاهر الفقر والتهميش بكافة ارجاء المعمورة. ودعت تونس في هذا الصدد إلى تعزيز جهود كافة الأطراف الفاعلة ولاسيما البلدان الأعضاء ومنظمة الصحة العالمية والجهات المانحة من اجل تحقيق التطلعات النبيلة التي عبرت عنها هذه الدورة وذلك انطلاقا من رؤية شاملة ومشتركة للتحديات المطروحة والآليات الكفيلة برفعها. كما أجرى السيد منذر الزنايدي على هامش هذه الدورة محادثات مع رؤساء وفود عديد البلدان الشقيقة والصديقة الذين هنأوا تونس برئاستها للجمعية العامة وأشادوا بالمكاسب التي حققتها في الميدان الصحي وتناولت هذه اللقاءات التعاون الثنائي في المجال الصحي والسبل الكفيلة بدفعه. يجدر بالذكر ان تونس كانت انتخبت بالإجماع خلال الجلسة الافتتاحية يوم الاثنين 17 ماي بجنيف، رئيسا للدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية إلى غاية ماي 2011.