جنيف 17 ماي 2010 (وات)- انتخبت تونس بالإجماع رئيسا للدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي تتواصل الى غاية 2011، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة الملتئمة يوم الاثنين بمقر الأممالمتحدةبجنيف بحضور وزراء الصحة وممثلي 190 دولة. وأكد السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بهذه المناسبة، اعتزاز تونس برئاسة الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية وذلك من منطلق الأهمية البالغة التي توليها بهدي من الرئيس زين العابدين بن علي لصحة المواطن، مستعرضا جملة الانجازات التي حققتها تونس على مدى العقدين الأخيرين في الميدان الصحي، وما تلقاه من إشادة دولية متواصلة يعكسها بالخصوص إحراز سيادة الرئيس على الميدالية الذهبية لمنظمة الصحة العالمية سنة 1996 واحتلالها مرتبة مرموقة على الصعيد العالمي في مجال التنمية البشرية وجودة الحياة. وأبرز عزم تونس انطلاقا من مقاربتها الإنسانية لمقتضيات التنمية الشاملة والمستديمة، دفع الجهود الدولية باتجاه إرساء رؤية استراتيجية تتباناها كل الأطراف الفاعلة ولا سيما منظمة الصحة العالمية والجهات المانحة بما يمكن من الارتقاء بالوضع الصحي خاصة في البلدان الأقل نموا وتجسيم الأهداف الإنمائية للألفية ذات الصلة بالصحة. وأكد أهمية إرساء تضامن دولي فاعل للحد من الهوة الصحية بين شعوب المعمورة، مذكرا في هذا الصدد بتبني المجموعة الدولية دعوة الرئيس بن علي إلى إحداث صندوق عالمي للتضامن واعتماده كآلية أممية تسهم في تحقيق أهداف الألفية وخاصة تقليص الفقر بنسبة 50 بالمائة في أفق 2015. كما اقترحت تونس إحداث آلية صلب منظمة الصحة العالمية للتعمق في تداعيات الأزمة الاقتصادية على النظم الصحية الى جانب دعوة البلدان الأعضاء إلى التفكير الجماعي في تاثيرات العولمة على التنمية الصحية بمختلف جوانبها وحق كافة الشعوب في الاستفادة من التكنولوجيا الطبية المتطورة بكلفة معقولة، فضلا عن إحداث نقلة جديدة في مجال الشراكة بين بلدان الجنوب. ودعا وزير الصحة العمومية الى التفكير في الآليات الملائمة لمساعدة البلدان الصاعدة على مواجهة التحديات الصحية في ضوء بلوغها مراحل متقدمة من التحولات الديمغرافية والوبائية وحماية الشعوب من الخطر المتنامي للأمراض غير السارية، مذكرا بالأهمية البالغة التي توليها السياسة الصحية في تونس لهذا الموضوع والتي تعززت بالمبادرات الرئاسية المتتالية على غرار إعلان 2009 سنة مكافحة التدخين و2010 سنة مكافحة الأمراض السرطانية. واقترحت تونس، انطلاقا من تبني المجموعة الدولية لمقترح الرئيس زين العابدين بن علي جعل 2010 سنة دولية للشباب، عقد دورة استثنائية للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية حول موضوع "الشباب والصحة"، أو اعتماد هذا الموضوع محورا رئيسيا للدورة القادمة، وذلك بهدف إرساء روءية شاملة حول حماية الأجيال الناشئة من مختلف المخاطر الصحية. يذكر أن اشغال الدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المتواصلة على مدى خمسة أيام بجنيف، تهتم بتقدم تنفيذ أهداف الألفية ذات الصلة بالصحة كمحور رئيسي. كما تناقش قرابة 30 بندا تتعلق بإشكاليات الصحة العالمية من بينها مكافحة الجوائح وصحة الأم والطفل والوقاية من الأمراض غير السارية وهجرة الإطارات الصحية والنهوض بالموارد البشرية وتنمية البحوث الطبية إلى جانب الأوضاع الصحية في الأراضي العربية المحتلة. وقد شارك السيد منذر الزنايدي على هامش هذه الدورة في اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب واجتماع وزراء الصحة ببلدان إقليم شرق المتوسط. وأجرى محادثة مع كل من الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية بشان أوجه التعاون بين تونس والمنظمة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا الذي اشاد بنجاح تونس في السيطرة على هذا الوباء، وبجهودها الرامية الى مزيد الوقاية منه على الصعيد الإقليمي ولا سيما في القارة الإفريقية. كما التقى الوزير الصيني للصحة حيث تم استعراض افاق التعاون خاصة في مجال البنية الاساسية الاستشفائية وتبادل الفرق الطبية.