أخبار تونس - نظم “نادي حنبعل” يوم الجمعة 25 جوان بمقر مدينة العلوم بتونس تظاهرة حول “حنبعل وشباب تونس” تفاعلا مع احتفالات تونس بالسنة الدولية للشباب بإشراف السيد الصادق شعبان رئيس النادي وبمشاركة ثلة من رجال الثقافة والإعلام . وقد دعا السيد الصادق شعبان رئيس “نادي حنبعل” ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في مستهل اللقاء الشباب التونسي إلى الاعتزاز بالقائد القرطاجني “حنبعل” وبكل رموز تونس في مختلف المجالات، مضيفا أن الهدف من وراء بعث هذا النادي هو تذكير التونسيين بأن لهم تاريخا يمتد على حقبات ومراحل طويلة ومتتالية ولا يلغي بعضها البعض الآخر . وبين الأستاذ محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان في محاضرته حول “حنبعل والشباب” هيمنة البعد العسكري والعبقرية القتالية على صورة “حنبعل” في كل ما كتب، داعيا الشباب إلى اكتشاف الجوانب الأخرى في شخصية هذا القائد الفذ وخاصة البعد السياسي ، لكونه قاد كل بطولاته وإنجازاته خلال فترة الشباب كما أنه يعد رمزا للقوة الجسدية والأخلاقية وللطموح لفائدة وطنه وليس لمآرب شخصية وهي قيمة هامة في تاريخ الأمم والشعوب . أما السيد الهادي عيسي، رئيس ديوان وزير التربية والمختص في قضايا الشباب، فاهتم في محاضرته ب “حنبعل في قصص الأطفال والبرامج المدرسية وشبه المدرسية” مستندا إلى عينة من الكتب والمناهج المدرسية مبينا أن السنوات الأخيرة شهدت ما يمكن تسميته بعودة حنبعل، وهي عودة نلمسها في مجالات البحوث والإبداع والنشر خاصة. وذكر المحاضر أن أغلبية الكتب والمناهج المدرسية تلتقي عند وضع صورة متكاملة حول هذا القائد والرمز التاريخي حيث أشارت إلى عبقريته العسكرية وإتقانه للغات واطلاعه على التيارات الفكرية التي كانت سائدة في عصره مستنتجا أن ذلك ساهم في تبيان كاريزمية وقيادية هذه الشخصية رغم أن بعض الكتب الموجهة للأطفال والتي اتخذت من حنبعل مادة لها، تبقى في حاجة إلى المراجعة لتخليصها من الأخطاء اللغوية والتاريخية مؤكدا أن ملحمة “حنبعل” قد ساهمت في إثراء مكتبة الأطفال في بلادنا داعيا في الآن نفسه إلى تفعيل دور حنبعل اليوم وهو ما أسماه ب”المفعول الحنبعلي” الشاحذ لهمم الشباب... وفي مداخلته تطرق الإعلامي محمد الهاني حول “حنبعل، العالم السيبرني والشباب” إلى مدى حضور القائد القرطاجني على الشبكة العنكبوتية من خلال محركات البحث وشبكة “الفاسيبوك” والموسوعة الحرة “ويكيبيديا” فضلا عن أشرطة الفيديو المتوفرة حول هذا البطل على الشبكة العنكبوتية، مقارنة بقادة عسكريين مثل الإسكندر الأكبر ونابوليون بونابرت ويوليوس قيصر وشيبيون الإفريقي... كما قدم الناشر والقصاص عبد العزيز بلخوجة مجموعة من التساؤلات حول مدى صحة الرواية التاريخية لبوليب خاصة في ما يتعلق بمعركة “زاما” داعيا إلى الانتباه إلى تناقضات المؤرخين القدامى المعادين لقرطاج وإلى عدم الاستكانة لما صرنا نتصوره مسلمات تاريخية سيما ما يتعلق فيها بتفاصيل المعارك وأماكن حدوثها والمعاهدات المنجرة عنها... وتلت هذه المداخلات مجموعة من المقترحات من قبل الحضور تركزت بالأساس على مزيد إبراز صورة حنبعل وتقريبه من الشباب ودفع القائمين على الإنتاج السينمائي والمسرحي للاهتمام أكثر بهذا القائد الفذ من خلال إنجاز أشرطة سينمائية ووثائقية ومسرحيات في الغرض داعين في الآن نفسه إلى إقامة نصب تذكاري يخلد ذكرى حنبعل أحد أبرز القادة في تاريخ الانسانية والذي حلم مبكرا بمتوسط مزدهر ومسالم إذ لم تكن حروب حنبعل وقرطاج بهدف “القرطجة” على غرار ما قامت به روما من “رومنة” للفضاء المتوسطي فقرطاج لم تكن تسعى لمحو الخصوصيات الحضارية واللغوية والدينية لشعوب المتوسط كما وقع زمن ما يسمى ب “السلم الرومانية”... ويشار أن نادي حنبعل” يرمي إلى التعريف بالقائد القرطاجني وإبراز مساهمته في مسيرة التاريخ الإنساني عامة وبناء السلم في حوض المتوسط خاصة.