أخبار تونس - شهد المسرح الأثري بقرطاج ليلة الخميس 8 جويلية 2010 افتتاح فعاليات الدورة 46 لهذه التظاهرة العريقة من خلال عرض أولي للشريط السينمائي “النخيل الجريح” للمخرج عبد اللطيف بن عمار، وهي المرة الأولي في تاريخ المهرجان الثقافية الكبري التي يجري فيها حفل الافتتاح بالفن السابع وذلك تماشيا مع الاحتفال بالسنة الوطنية للسينما. وتميز العرض الذي تبلغ مدتة ساعة و46 دقيقة وتم بثه عبر تقنيات متطورة لتقنيات الفيديو بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وثلة من أهل الفكر والثقافة والفن والاعلام الى جانب جمهور من أحباء السينما. والشريط انتاج مشترك تونسي جزائري يسرد جوانب من الروابط المتينة القائمة بين الشعبين الشقيقين من الناحية التقنية والجمالية ويحمل الفيلم كما هو الشأن في أفلام عبداللطيف بن عمار الاخرى على غرار فيلم “عزيزة” 1980(متحصل على التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية) و”نغم الناعورة” 2001 بصمات مخرج يمتاز بحرفية عالية وقدرة فائقة علي التبليغ بالصورة. وقام بأدوار البطولة في هذا الفيلم الذي أنتجه عبد العزيز بن ملوكة من تونس ونادية شرابي العبيدي من الجزائر، نخبة من الممثلين هم: ليلي واز وناجي ناجح وجوهر الباسطي وحسان كشاش وريم تكشوت وعائدة قشود كما اشترك في التمثيل فتحي العكاري ورضا بوقديدة وعيسى الحراث وصلاح مصدق ودليلة مفتاحي وبعض الوجوه الأخرىن فضلا عن ضيوف الشرف السينمائيان النوري بوزيد وخالد الطبربي والفنانان التشكيليان نجا المهداوي وحمادي بن سعد والشاعر محمد الصغير أولاد أحمد والاسعد بن عبد الله. ويستعرض الشريط الجديد قصة فتاة تونسية تبحث في واقعة استشهاد والدها في حرب بنزرت التي دارت في بداية شهر جويلية عام 1961 أو ما يعرف في كتب التاريخ التونسية ب “معركة الجلاء”، وتواجه “شامة” بطلة الشريط العديد من الصعوبات، بسبب تضارب الروايات بين ما هو مكتوب وبين ما تختزنه ذاكرة الذين عاشوا تلك الحقبة من حقائق مريرة في احد ايام شتاء 1990. وتنطلق أحداث الشريط من محطة القطارات بمدينة بنزرت في شتاء سنة 1991، حين يكلف الكاتب الهاشمي عباس الفتاة “شامة” المتخرجة حديثا من الجامعة والتي تبحث عن شغل برقن مخطوط له عن حرب بنزرت، وهو ما دفعها الى الرغبة في معرفة المزيد حول هذا الحدث الذي فقدت فيه والدها العامل النقابي بالسكك الحديدية. وتعرفت “شامة” في الاثناء على “خليل” ابن أحد اصدقاء والدها الذي قدم لها رواية مختلفة عن الحرب، وتطورت العلاقة بينهما من صداقة إلى حب ومن خلال اطلاعها علي المخطوط تكتشف “شامة” كيف يعمد بعض الكتاب إلى تزوير الاحداث والوقائع، فتكشف القناع عن الوجه الحقيقي للهاشمي عباس الذي حاول تزوير الوقائع بينما كان من المتخاذلين. وتكتشف “شامة” بذلك ان احداث بنزرت تخللتها العديد من المشاعر والاوضاع المتناقضة فيها البطولات وفيها ايضا الخيانات والاستخفاف بأرواح البشر والضعفاء كما هو الشأن في كل الحروب ويحمل الشريط نظرة نقدية للحرب ويكشف عن المآسي والجروح الجسدية والنفسية التي تخلفها للانسان. وقد سبق لعبداللطيف بن عمار، خريج المعهد العالي للدراسات السينمائية العليا بباريس، ان انجز العديد من الاشرطة السينمائية القصيرة والوثائقية، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان سنة 1971 عن شريطه الطويل “حكاية بسيطة كهذه”.