تونس 8 جويلية 2010 /وات/- انطلقت مساء الخميس 8 جويلية بفضاء المسرح الاثري بقرطاج فعاليات الدورة 46 لمهرجان قرطاج الدولي، بعرض فيلم /النخيل الجريح / للمخرج التونسي عبداللطيف بن عمار، وهي المرة الأولي في تاريخ هذه التظاهرة الثقافية الكبري التي يجري فيها حفل الافتتاح بالفن السابع ويندرج ذلك في اطار الاحتفال بالسنة الوطنية للسينما. وحضر حفل الافتتاح السيد عبد الروءوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وثلة من أهل الفكر والثقافة والفن والاعلام الى جانب جمهور من أحباء السينما يروي الفيلم قصة فتاة تونسية تبحث في واقعة استشهاد والدها في حرب بنزرت /جويلية 1961/ أو ما يعرف في كتب التاريخ التونسية ب"معركة الجلاء"، وفي الأثناء تواجه "شامة" العديد من الصعوبات، بسبب تضارب الروايات بين ما هو مكتوب وبين ما تختزنه ذاكرة الذين عاشوا تلك الحقبة من حقائق مريرة وفي احد ايام شتاء 1990 ومن محطة القطارات بمدينة بنزرت تنطلق أحداث الفيلم، حين يكلف /الهاشمي عباس/ الفتاة /شامة/ المتخرجة حديثا من الجامعة والتي تبحث عن شغل برقن مخطوط له عن حرب بنزرت، وهو ما دفعها الي الرغبة في معرفة المزيد حول هذا الحدث الذي فقدت فيه والدها العامل النقابي بالسكك الحديدية وفي الاثناء تعرفت /شامة/ علي /خليل/ ابن احد اصدقاء والدها الذي قدم لها رواية مختلفة عن الحرب، وتطورت العلاقة بينهما من صداقة الي حب ومن خلال اطلاعها علي المخطوط تكتشف /شامة/ كيف يعمد بعض الكتاب الي تزوير الاحداث والوقائع، فتكشف القناع عن الوجه الحقيقي للهاشمي عباس الذي حاول تزوير الوقائع بينما كان من المتخاذلين وبهذا تكتشف /شامة/ ان احداث بنزرت تخللتها العديد من المشاعر والاوضاع المتناقضة فيها البطولات وفيها ايضا الخيانات والاستخفاف بارواح البشر والضعفاء كما هو الشان في كل الحروب الفيلم انتاج مشترك تونسي/جزائري يحمل نظرة نقدية للحرب ويكشف عن الماسي والجروح الجسدية والنفسية التي تخلفها للانسان كما يفتح نافذة علي المعطيات الجغراسياسية بما يبرر الروابط المتينة القائمة بين الشعبين التونسي والجزائري من الناحية التقنية والجمالية يحمل الفيلم كما هو الشان في افلام عبداللطيف بن عمار الاخرى علي غرار فيلم /عزيزة/ 1980 و/نغم الناعورة/2001 بصمات مخرج يمتاز بحرفية عالية وقدرة فائقة علي التبليغ بالصورة وقد سبق لعبداللطيف بن عمار، خريج المعهد العالي للدراسات السينمائية العليا بباريس، ان انجز العديد من الاشرطة السينمائية القصيرة والوثائقية، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان سنة 1971 عن شريطه الطويل /حكاية بسيطة كهذه/ وتحصل علي التانيت الذهبي لايام قرطاج السينمائية عن فيلم /عزيزة/ سنة 1980 ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تتواصل الى غاية 19 أوت 35 عرضا فنيا يجمع نخبة من أبرز المبدعين من تونس والخارج ويبلغ عدد العروض التونسية 15 عرضا من مجموع العروض المبرمجة منها سهرة الافتتاح وحفل الاختتام مع عرض /أناالمدلل/ للفنان زياد غرسة اضافة الي عروض تونسية أخرى للفنانين لطفي بوشناق وصابر الرباعي ونبيهة كراولي ونجاة عطية وأسامة فرحات ومقداد السهيلي وشكري بوزيان ودرصاف الحمداني علاوة علي سهرة الجاز التي سيحييها الفنان التونسي المقيم بالمهجر المنصف جنود الي جانب سهرات للتراث الصوفي التونسي علي غرار /الحضرة 2010/ لفاضل الجزيري و/نورانيات/ لسليم البكوش كما يتضمن برنامج الدورة سهرة شبابية يوم 12 أوت احتفاء بالسنة الدولية للشباب، و انتاجا خاصا بمائوية الفنان محمد الجموسي والي جانب السهرات التونسية تم تخصيص 19 عرضا تجسد وتوءكد خيار انفتاح المهرجان علي التعابير الثقافية للشعوب الأخرى حيث سيكون جمهور المهرجان علي موعد مع عروض من الارجنتين وكوبا وتركيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وايران واوزباكستان وروسيا ورومانيا و مع نجوم كبار مثل ايروس رامازوتي وهيلان سيقارا وتحتوي العروض العربية علي حفلات تحييها أسماء بارزة علي غرار ماجدة الرومي وصباح فخري وكاظم الساهر وراغب علامة وسميرة سعيد