أخبار تونس – أولت النقطة 21 من "البرنامج الرئاسي"معا لرفع التحديات"، 2009-2014 عناية كبرى بملف البيئة في اطار استراتيجية واضحة المعالم عمادها تكريس مقومات التنمية المستدامة بما يؤمن حق التونسيين والتونسيات حاضرا ومستقبلا في محيط متوازن يطيب فيه العيش. وسعيا لتجسيم هذا التوجه البيئي، بادرت تونس بعديد الاصلاحات والبرامج والتدابير لحماية البيئة في الوسط الطبيعي والحضري ولاستصلاح الوضعيات البيئية المتردية وكان هذا البرنامج قد أقر استكمال المشاريع الكبرى لمقاومة التلوث الصناعي وحماية البيئة في مختلف الجهات جملة من التدخلات. ومن بين هذه التدخلات التدرج نحو بلوغ نسبة 1.25 بالمائة من الناتج الاجمالي تخصص لمختلف البرامج المتصلة بالحفاظ على البيئة وتثمين الموارد الطبيعيةووضع خريطة جديدة متطورة للبيئة والتنمية المستديمةوارساء مؤسسة اقتصادية صديقة للبيئة ونشاط اقتصادي يعزز التنمية المستدامة. كما تأمل هذه الخطة ببلوغ مستوى 500 مؤسسة متحصلة على شهادة المواصفات البيئية العالميةواحداث 10 محطات متخصصة في معالجة المياه المستعملة في الصناعة. وفي مجال تعاون تونس الخارجي في قطاع البيئة، اختار مركز البحوث للتنمية الدولية التابع لحكومة كندا منطقة سكرة من ولاية أريانة لتنفيذ مشروع بيئي هام يتمثل في تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المعالجة في الزراعة الحضرية. ويهدف هذا المشروع إلى بعث وحدات إنتاج فلاحية ترتكز على تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المعالجة في الزراعة الحضرية من خلال استعمال مياه الأمطار المجمعة عبر الأسطح لري الخضراوات تحت البيوت المحمية والمياه الرمادية المطهرة لري نباتات الزينة والأشجار إلى جانب استصلاح المساحات غير المستغلة في الفلاحة والأراضي المتغدقة بهدف تحسين ظروف العيش الاجتماعية والاقتصادية لنحو 20 عائلة من صغار الفلاحين القاطنين بمناطق سيدي صالح وأحياء الروضة والفاتح وسيدي فرج وشطرانة. ويمتد تنفيذ المشروع الذي انطلق انجازه سنة 2007، على مدى اربع سنوات الى حدود سنة 2011 بإشراف نادي اليونسكو والالكسو للمعرفة والتنمية المستديمة بتونس وقد تم الى حد الآن تركيز أحواض لجمع مياه الأمطار عبر نظم الأسطح بسعة تتراوح بين 200 الى 350 متر مكعب ووضع وحدات بيولوجية لتصفية وتعقيم المياه الرمادية. وقد بلغ عدد المنتفعين منذ انطلاق المشروع 10 فلاحين من بينهم 6 نساء ريفيات. ويحظى المنتفع بمسح طوبوغرافي للضيعة وبإنشاء حوض لجمع وتخزين مياه الأمطار ووضع شبكة للري الموضعي قطرة قطرة وإنشاء وحدة معالجة ورسكلة للمياه الرمادية فضلا عن تركيز هياكل واقية من أشعة الشمس لتنمية نباتات الزينة والأشجار وتوفير المشاتل ومستلزمات الإنتاج وتركيز البيوت المحمية للزراعة الحضرية.