أريانة 5 أكتوبر 2010 (وات)- اختار مركز البحوث للتنمية الدولية التابع لحكومة كندا منطقة سكرة من ولاية أريانة لتنفيذ مشروع بيئي هام يتمثل في تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المعالجة في الزراعة الحضرية. ويرمي المشروع إلى بعث وحدات إنتاج فلاحية ترتكز على تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المعالجة في الزراعة الحضرية من خلال استعمال مياه الأمطار المجمعة عبر الأسطح لري الخضراوات تحت البيوت المحمية والمياه الرمادية المطهرة لري نباتات الزينة والأشجار إلى جانب استصلاح المساحات غير المستغلة في الفلاحة والأراضي المتغدقة بهدف تحسين ظروف العيش الاجتماعية والاقتصادية لنحو 20 عائلة من صغار الفلاحين القاطنين بمناطق سيدي صالح وأحياء الروضة والفاتح وسيدي فرج وشطرانة. ويمتد تنفيذ المشروع الذي انطلق انجازه سنة 2007، على مدى اربع سنوات الى حدود سنة 2011 بإشراف نادي اليونسكو والالكسو للمعرفة والتنمية المستديمة بتونس. وقد تم الى حد الآن تركيز أحواض لجمع مياه الأمطار عبر نظم الأسطح بسعة تتراوح بين 200 الى 350 متر مكعب ووضع وحدات بيولوجية لتصفية وتعقيم المياه الرمادية. وترتكز أشغال المرحلة الثانية من المشروع على بحث المردودية البيئية الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة باستخدام مياه الأمطار والمياه الرمادية في مجالات الري الزراعي باعتماد جملة من العناصر من أهمها اختيار مركز التكوين التابع للجمعية التونسية لمساعدة الصم ببرج الوزير لتركيز وحدة البحوث وتوسيع التجربة لتشمل عددا آخر من الفلاحين والفلاحات مع تقديم الدعم الفني اللازم على امتداد كافة مراحل إنجاز مشاريعهم والعمل على إدراج الزراعة الحضرية كعنصر تنموي في مختلف أنشطة التهيئة الترابية لمدينة سكرة. وقد بلغ عدد المنتفعين منذ انطلاق المشروع 10 فلاحين من بينهم 6 نساء ريفيات. ويحظى المنتفع بمسح طوبوغرافي للضيعة وبإنشاء حوض لجمع وتخزين مياه الأمطار ووضع شبكة للري الموضعي قطرة قطرة وإنشاء وحدة معالجة ورسكلة للمياه الرمادية فضلا عن تركيز هياكل واقية من أشعة الشمس لتنمية نباتات الزينة والأشجار وتوفير المشاتل ومستلزمات الإنتاج وتركيز البيوت المحمية للزراعة الحضرية. ويذكر أن مشروع تثمين مياه الأمطار في سكرة يأتي تجسيما لتوصيات الرئيس زين العابدين بن علي لدى زيارته لمنطقة سكرة في شهر أكتوبر 2003 المؤكدة على ترشيد استغلال الموارد الطبيعية وتعزيز التدابير والضمانات الكفيلة بالمحافظة على رصيد الأراضي الفلاحية والتصدي للبناء الفوضوي بما يضمن الوقاية من مخاطر الفيضانات ويحقق تناسق النسيج العمراني مع مقتضيات التنمية المستديمة.