أخبار تونس– يمثل تحسين استعمال الموارد الطبيعية للحفاظ على الثروة المائية ودعم صغار الفلاحين بمدينة سكرة من ولاية أريانة من بين أهداف المشروع التونسي الكندي المتعلق ب”تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المعالجة في الزراعة الحضرية”. ويندرج مشروع تثمين مياه الأمطار والمياه الرمادية المتأتية من المياه المستعملة في الزراعة الحضرية في إطار الاجندا 21 لمدينة سكرة من ولاية أريانة. ويحظى المشروع بمتابعة مستمرة من بينها انعقاد يوم إعلامي اليوم الاثنين حول آخر تطوراته من تنظيم نادي اليونسكو/الالكسو للمعرفة والتنمية المستديمة في تونس . ويتضمن برنامج اللقاء تقديم نتائج البحوث المنجزة على امتداد سنتين من قبل ثلة من الباحثين التونسيين المكلفين بالمشروع. كما تمت برمجة زيارات لعدد من الفلاحين المشاركين في المشروع إضافة إلى زيارة مركز التكوين للجمعية التونسية لمساعدة الصم ببرج الوزير من مدينة سكرة. ويمول هذا المشروع مركز البحوث للتنمية الدولية بكندا على امتداد أربع سنوات 2007-2011 في إطار البرنامج الدولي “البيئة والتصرف في الموارد الطبيعية” الذي ينفذ في 8 مدن عبر العالم من إفريقيا الشمالية وآسيا وأمريكا اللاتينية والكراييب. ويأخذ هذا المشروع الذي تصل كلفته إلى 1.2مليون دولار كندي في الاعتبار نتائج الاستشارة الوطنية “بيئة سليمة تؤسس لتنمية مستديمة” والتي أفضت إلى العديد من التوصيات الهامة والهادفة إلى الارتقاء بالوضع البيئي وتحسين مؤشرات نوعية الحياة في كل الميادين المتصلة بالبيئة حسب جريدة الحرية (29 فيفري 2008). ويتضمن المشروع مرحلتين: تتضمن المرحلة الأولى بلورة خطة عمل من قبل فريق البحث التونسي بالتنسيق مع بلدية سكرة وخبراء مركز البحوث للتنمية الدولية بكندا حول التشخيص المشترك من أجل جمع المعطيات البيئية الزراعية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بمنطقة سكرة وإعداد هذه العملية وتنفيذها بمساهمة كافة الأطراف الأساسيين من خبراء ومزارعين حضريين ومنظمات غير حكومية ودوائر بلدية وحكومية مختصة ومؤسسات القطاع الخاص. أما المرحلة الثانية فتشتمل على أربع عناصر تتعلق بالبحث في المردودية البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة باستخدام مياه الأمطار والمياه الرمادية لري زراعات تحت البيوت المكيفة. وسيعمل فريق البحث خلال هذه المرحلة أولا على إنجاز مشروع ريادي يأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب العلمية والقانونية والاجتماعية المتعلقة باستخدام المياه الرمادية في الزراعة الحضرية بغاية التأكيد من أن هذه المياه المطهرة هي آمنة صحيا وذات جدوى اقتصادية. ويرتكز العنصر الثاني على الاتصال المستمر والتواصل مع المزارعين الصغار لتحسيسهم بنجاعة هذه التجربة وأهميتها في المحافظة على مياه الشرب والتربة. أما العنصر الثالث فيهتم بتوفير مواطن شغل للشباب وإدماج المرأة وزيادة دخل العائلة من الناتج الزراعي وسيتم تعميم التجربة لدى عدد من المزارعين مع ضمان المتابعة العلمية الدقيقة لكافة مكونات المشاريع الصغرى. أمّا العنصر الرابع فيرتكز على العمل على إدراج الزراعة الحضرية في مختلف الأنشطة التنموية لمدينة سكرة الاجتماعية منها أو الاقتصادية أو العمرانية. وسيتم العمل على نشر نتائج المشروع على الصعيدين الوطني والدولي عبر تنظيم لقاءات علمية والمشاركة في مؤتمرات دولية والتواصل عبر شبكة المعلومات الدولية مع المراكز والمخابر التي تعمل في مجالي استخدام المياه الرمادية والزراعة الحضرية مع الحرص على المتابعة والتقييم لنتائج المشروع. وللعلم فإن من أبرز مكونات المشروع التونسي الكندي بعث بنك معلوماتي واعتماد خارطة رقمية للتصرف المستديم في الموارد البشرية والطبيعية والرفع من نجاعة أمثلة التهيئة العمرانية وتطوير وتأمين دخل السكان المستهدفين عبر ممارسة الزراعة الحضرية بالإضافة إلى استعمال مياه الأمطار والمياه الرمادية في الزراعة الحضرية بمشاركة كل الأطراف المعنية من مزارعين وباحثين وممثلين عن الإدارة المحلية والمنظمات الوطنية المهنية والنسائية ومكونات المجتمع المدني من أجل تجسيم مثال ريادي يحظى بقبول الجهات المسؤولة وخاصة وزارة البيئة والتنمية المستديمة ووزارة الفلاحة والموارد المائية ووزارة الصحة العمومية.