اصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” كتابا جديدا تحت عنوان “نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ في العالم الغربي” وهو عبارة عن مختارات معربة بإشراف وتنسيق الهادي التيمومي . ويعد هذا الإصدار مشاركة من المجمع في الاحتفاء بالسنة الوطنية للترجمة 2008 ويمثل هذا الكتاب ثمرة اجتهاد فريق من الباحثين الجامعيين التونسيين من اختصاصات مختلفة حاولوا بمبادرة من بيت الحكمة الإحاطة عن طريق الترجمة بأهم نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ في الغرب. وقد قام كل باحث بالتعريف بتيار معين ثم بتعريب عينات مطولة من كتابات مفكر يكون ممثلا جيدا لذلك التيار مع هوامش توضيحية. وتناولت هذه المنتخبات المعربة على امتداد 776 صفحة محاولات تجديد الماركسية بعد الدغمائية الستالينية ثم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي “كارل بوبر ” موريس قودولياى” جاك تاكسياى” كما تناولت مراجعة المذهب التاريخاني “مارو ارون” والبنيوية “كلود ليفي شتراوس” ميشال فوكو” وفلسفات التاريخ “توينبي ” برودال ” فوكوياما وهنتنغتون”. وان ما يستوقف النظر في ما أنجزه المفكرون والمؤرخون الغربيون في النصف الثاني من القرن العشرين من دراسات وتحاليل حول المعرفة التاريخية أو حول معنى التاريخ الإنساني ككل هو التوق الى التجديد والشغف بالبحث العلمي والنزوع الى السبل غير المطروقة والى المساءلة الدائمة ومن هذا المنطلق نجد المؤرخ يتجاوز علم التاريخ بالمفهوم الضيق للكلمة ويستعين بالعلوم المعاضدة أو المتاخمة للتاريخ مثل علم الاقتصاد أو الفلسفة أو علم النفس أو علم الاجتماع