مثل موضوع «سوسة عبر العصور» محور الملتقى الدولي الذي انطلق يوم الخميس بسوسة وتنظمه جمعية صيانة المدينة من 5 إلى 7 مارس الجاري بالتعاون مع جمعية الآثار وبمشاركة باحثين تونسيين في مجالي التراث والآثار.ولدى إشرافه على الجلسة الافتتاحية، أشار السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث إلى تعاقب الحضارات البونية والرومانية والوندالية والبيزنطية على مدينة سوسة التي تعتبر بوابة الفتح الإسلامي نحو صقلية. وبين الدور الريادي الذي اضطلعت به هذه المدينة طوال تاريخها العريق في تحديد مسار الحضارات منذ عهود ما قبل التاريخ إلى تاريخنا المعاصر وفي تنشيط التعامل الاقتصادي والثقافي والسياسي في حوض المتوسط فضلا عن مساهمتها الفاعلة في معركة التحرير وفي حركة التحول والإصلاح. وأشار من جهة أخرى إلى أن هذا الملتقى يشكل حلقة جديدة من حلقات البحث حول ما تكتنزه هذه الربوع التونسية من مخزون تاريخي ثقافي جدير بالدراسة والاهتمام مبرزا العناية الفائقة التي ما انفك يوليها الرئيس زين العابدين بن على لهذا المجال بتشجيع الباحثين والدارسين التاريخيين والاثاريين وحفزهم على مواصلة سبر أغوار الحضارات السابقة قصد توظيف التراث الوطني لاستشراف المستقبل والانخراط الفاعل في الحضارة الكونية. واكد حرص الوزارة على دعم مثل هذه اللقاءات العلمية لتكثيف العناية بموروثنا المادي واللامادي وحسن توظيفه في أحياء الذاكرة الجماعية وفي تاصيل الكيان وتجذير الهوية وتعزيز مقوماتها مشددا على الدور الذي يجب أن يضطلع به التراث في السياحة الثقافية. ونوه في هذا السياق بالجهود التي تبذلها جمعية الآثار بسوسة التي نظمت أولى الملتقيات حول تاريخ الساحل وتونس الوسطى سنتي 1960 و1963 وقدم إثر ذلك الأستاذ محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان محاضرة بعنوان «ماذا نعرف عن سوسة في العصر البونى» مبينا أهمية المصادر التاريخية التي تبرز تعدد المواقع الأثرية البونية بهذه المدينة التي لعبت دورا هاما عبر العصور.