مثلت الدورة الثالثة للمنتدى الدولي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع تونس زائد 3 التي انتظمت تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي يومي 27 و 28 نوفمبر 2008 بالحمامات حدثا دوليا هاما وموعدا رفيع المستوى عززت فيه تونس ريادتها كوجهة رقمية إقليمية على الساحة الدولية. كما بينت هذه التظاهرة التكنولوجية عمق رؤية رئيس الدولة وطنيا ودوليا في مجال تيسير نفاذ مختلف الشرائح الاجتماعية للشبكات التكنولوجية وتقليص الفجوة الرقمية بين المناطق والشعوب والفئات باعتبار أن هذا القطاع رهان المستقبل وأساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وان ما عبر عنه سامي المسؤولين المشاركين من ممثلي مختلف الهياكل الدولية المختصة من شكر خاص للرئيس زين العابدين بن علي وما أبدوه من تقدير لنظرته المتبصرة في مجال تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال وتأكيد على ضرورة الاستئناس بالتمشي التنموي التونسي لخير دليل على ما بلغته تونس اليوم من مكانة مرموقة بين الأمم وتأكيد متجدد لحصافة المقاربة التونسية التي تراهن على الإنسان وعلى الاستثمار في المعرفة لبلوغ أعلى درجات الرقي والتقدم. ويعتبر تنظيم هذا المنتدى الذي اهتم هذه السنة بموضوع “التدفق العالي وصناعة المحتوى” بعد احتضان تونس للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات سنة 2005 تأكيدا لسعي تونس المتواصل لخلق ديناميكية تنموية جديدة تقوم على تسهيل سبل الاستفادة بما توفره التكنولوجيات الحديثة من فرص للنهوض بأوضاع القارة الإفريقية على أساس التعاون والتضامن والشراكة المربحة لجميع المتدخلين. وتجسم المشاركة المكثفة في هذه التظاهرة والتي فاقت التوقعات بحضور حوالي 1500 مشارك من 67 بلدا الانخراط الفاعل لمختلف الأطراف المشاركة لجعل منتدى تونس فضاءا لمتابعة تنفيذ “أجندا تونس” و “التزام تونس” المنبثقين عن القمة العالمية حول مجتمع المعلومات. وشهد المنتدى خاصة مشاركة منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية والبنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي للاتصالات بالإضافة الى عدد هام من الهياكل والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة فضلا عن كبريات المؤسسات الاقتصادية والمالية والتكنولوجية الدولية الناشطة في حقل تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وقد طرح المنتدى مسائل تهم خاصة نفاذ شعوب العالم النامي الى الشبكات ذات التدفق العالي وتنمية المحتويات والمضامين الرقمية الى جانب النهوض بالاستثمارات والمشاريع الإقليمية لتطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال على الصعيد الإفريقي والمتوسطي. ونوه المشاركون في أشغال المنتدى في هذا الصدد بصواب التمشي التونسي لتحقيق الاستفادة القصوى من مزايا اقتصاد المعرفة لا سيما بعد مبادرتها الى بعث مركز الامتياز الإفريقي المختص في تنمية القدرات وفي السلامة المعلوماتية والخدمات الهادفة الى النهوض بالاستثمار والتي تعد لبنة أخرى لدعم المقاربة التونسية لمعاضدة التنمية الشاملة والمتضامنة والعادلة بالقارة السمراء. وتستحث تونس بدفعها المتواصل لتنظيم مثل هذه التظاهرات المختصة الخطى لامتلاك ناصية العلوم واحتلال موقع متقدم في خضم الثورة الرقمية ومن ثمة الانخراط الفاعل في المنظومة التنموية العالمية مرسخة الاعتقاد بأن ندرة الموارد الطبيعية لا تشكل عائقا أمام إرادة الشعوب لبلوغ أعلى درجات الرقي والتقدم. وقد أجمعت التوصيات المنبثقة عن منتدى الحمامات على حتمية تكريس التضامن الدولي وتعزيز الشراكة والتعاون بين الحكومات. كما أبرزت أهمية دور القطاع الخاص ومسؤولية هياكل المجتمع المدني في العمل سويا لإيجاد الحلول العملية لإشكاليات التنمية في هذا المجال الحيوي. كما شددت على ضرورة مواصلة تنفيذ القرارات المنبثقة عن قمة تونس حول مجتمع المعلومات وتسريع نسقها ولا سيما بدعم السياسات الوطنية لنشر الثقافة الرقمية والخدمات التكنولوجية المتطورة. وأكدت التوصيات أهمية أن تعمل الهياكل الدولية والإقليمية على تعزيز مساندتها المالية ودعم المبادرات الهادفة الى تعزيز الشراكة والتضامن وتبادل المعارف حتى تتمكن البلدان الإفريقية خاصة من تطوير بنية أساسية للتدفق العالي تسهل النفاذ للمعرفة وتطوير تطبيقات وخدمات تشمل كل الميادين. وبينت في الإطار نفسه ضرورة مواصلة مساندة تنظيم المنتدى الدولي لتكنولوجيات الاتصال للجميع والذي ساهم في النهوض بالاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصال بإفريقيا وحتى يبقى هذا المنتدى فضاء للتبادل والحوار. وقد أسفر المنتدى عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات تهم الأولى منها اتفاقية شراكة وتعاون بين تونس والشركة المتعددة الجنسيات “انتال كوربوريشن” الناشطة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وتنص هذه الاتفاقية خاصة على تأهيل المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية الناشطة في قطاعات صناعة المعلوماتية فضلا عن النهوض بالكفاءات التونسية في مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال. كما تم إبرام اتفاقية تعاون بين الهيئة الوطنية للاتصالات ونظيرتها الكامرونية بهدف تطوير مجالات الشراكة وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال. وأبرمت في نفس الإطار اتفاقية بين المنظمة العربية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والاتحاد الدولي للاتصالات بغية إرساء ودعم برنامج “انتال تيتش” بما يسهم في تعميم التكنولوجيات الجديدة ضمن المؤسسات التربوية وتركيز خدمات الانترنات اللاسلكي ذات السعة العالية “ويماكس” والتصرف في الترددات الإذاعية بالإضافة الى إمضاء مذكرة تفاهم بين مؤسسة “باتون الكترونيكس” ومؤسسة “تالنات”. كما انتظم على هامش المنتدى معرض تكنولوجي بمشاركة 70 عارضا من كبريات المؤسسات التونسية والأجنبية الناشطة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال.