أعلن السيد عبدالسلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل خلال ندوة صحفية انتظمت ظهر الاثنين بالعاصمة أن المركزية النقابية قررت الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية التي أعلن عنها يوم الاثنين الوزير الأول السيد محمد الغنوشي. وأضاف "بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل فان هذه الحكومة تعتبر غير موجودة لأنها لا تمثل الشعب ولا تستجيب لطموحاته ولا تلبي مطالب الثورة العارمة التى تشهدها تونس منذ اكثر من اربعة اسابيع". كما دعا الأحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية المشاركة في هذه الحكومة الى الانسحاب منها. وطالب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة السيد فؤاد المبزع بالدعوة الى تشكيل حكومة جديدة تكون في مستوى تطلعات الشعب. وارجع السيد عبد السلام جراد اسباب هذا الانسحاب الى "تسرع السيد محمد الغنوشي الوزير الاول في الاعلان عن تركيبة الحكومة وفي ذلك استخفاف بتطلعات الشعب الى حكومة تعطي اعتبارا للقوى الحية بالبلاد ولا تضم وجوها قديمة شاركت في العهد السابق، حكومة وفاقية تضم الكفاءات القادرة على تسيير البلاد". واوضح جراد أنه لم يقع اعلامه بصفة مسبقة بتركيبة الحكومة وأنه اطلع عليها على شاشة التلفزة الوطنية وانه لهذا الاعتبار قرر الاتحاد العام التونسي للشغل "عدم التعامل مع هذه الحكومة واعتبارها غير موجودة، كما يعلن عن استمراره في الوقوف الى جانب الشعب التونسي وتحركاته المشروعة والتاريخية من اجل اسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية". كما بين بالمناسبة "ان الاتحاد العام التونسي للشغل لا يريد حدوث فراغ سياسي في البلاد، ويري ان تونس في حاجة الى انتقال حقيقي وليس صوري للسلطة، وأنه يدعو الى توفير قاعدة وارضية صلبة تكون بمثابة الأساس والضمان لتأمين المرحلة القادمة". ويذكر ان السادة عبدالجليل البدوي (وزير لدي الوزير الاول) وحسين الديماسي (وزير للتكوين المهني والتشغيل) وأنور بن قدور (كاتب دولة لدي وزير النقل والتجهيز) هم الذين وقع الاعلان عنهم الاثنين كممثلين للمنظمة الشغيلة في حكومة الوحدة الوطنية. وكان جراد قد ذكر بتطورات الاحداث التي جرت بتونس خلال الفترة الاخيرة منذ اقدام الشاب محمد البوعزيزي على اضرام النار في جسده وما تلا ذلك من تحركات شعبية بكافة انحاء البلاد وكيفية تعامل الاتحاد معها حيث سعي الى تاطيرها واحتضانها والوقوف الى جانبها بعيدا عن كل توظيف، معتبرا أن هذه الأحداث ارتقت في نسقها وتدرجها ونتائجها الى "اللحظة التاريخية الفارقة"، التي لا تقل أهمية عن استقلال تونس في مارس 1956.