على هامش اشغال المؤتمر الدولي الخامس للمالية الذي ينتظم تحت سامي اشراف رئيس الدولة استقبل السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي يوم الجمعة الاستاذ ادوارد بريسكوت الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2004.وتناولت المحادثة بالبحث الازمة المالية والاقتصادية الدولية والاعمال التي انجزها الاستاذ بريسكوت بشان مفهوم راس المال المعرفي ولا سيما حول دور تنمية راس المال البشري والمعارف ودرجة انتشار التكنولوجيات الجديدة في تطور البلدان. وتبرز التحاليل الكمية للمؤشرات الاقتصادية المجراة في هذا الصدد ان هذه العوامل تساهم بنسبة 50 بالمائة في النمو. واوضح السيد ادوارد بريسكوت لدى تطرقه الى الازمة المالية ان عمليات المضاربة التي شهدها القطاع العقارى في الولاياتالمتحدةالامريكية كانت سبب اندلاع هذه الازمة التي لا يمكن ان تضع محل شك مبادىء الانفتاح والتجديد وخاصة في المجال المالي عندما يقع استغلالها على الوجه الافضل. ولدى حديثه عن تونس اشاد السيد ادوارد بريسكوت خاصة بصلابة النظام المالي والمصرفي التونسي ازاء هذه الازمة الدولية الخطيرة وذلك بفضل التمشي التدريجي الذى اعتمدته تونس في ما يتعلق بالتحرير المالي الى جانب عمق الاصلاحات الهيكلية التي تم ارساوها خلال العشريتين الاخيرتين. ولاحظ في ذات النسق ان النتائج الايجابية التي سجلتها تونس كانت ثمرة سياسات اقتصادية وخيارات في مجال تنمية راس المال البشرى والمعارف والتكنولوجيات الجديدة. واوصى السيد ادوارد بريسكون من جهة اخرى باهمية مزيد النهوض بالادخار الوطني وتوجيهه الى الاستثمار في الاقتصاد الحقيقي بهدف تفادى حصول مضاربات مالية. واشار السيد توفيق بكار من جانبه الى ان تونس توفقت بفضل الاصلاحات التي اقرها رئيس الدولة الى اتخاذ الاصلاحات الوقائية الضرورية في الابان وذلك منذ ظهور اولى بوادر الازمة. وبين ان اللجنة الوطنية التي اذن رئيس الدولة باحداثها تعمل على متابعة تطور الظرف الاقتصادى الدولي بهدف استشراف انعكاسات هذه الازمة وتقليص اثارها المحتملة على القطاع الحقيقي. وذكر في هذا السياق ان جملة من الاجراءات قد تم وضعها بهدف مساندة المؤسسات المصدرة ومساعدتها على مواجهة اثار هذه الازمة وتعميق الاصلاحات الهيكلية الرامية الى دعم تنافسية المؤسسات التونسية بما يومن قدراتها على احداث مواطن شغل جديدة .