كان لعودة مختلف وحدات الجهاز الأمني إلى سالف نشاطها وتمركزها بمواقع عملها الأثر الايجابي على الوضع العام بمختلف جهات البلاد حيث لوحظ استقرار في الأوضاع الأمنية أعاد الطمأنينة إلى النفوس وساهم في استرجاع وتيرة الحياة لنسقها الطبيعي. ففي مدينة قابس عادت وحدات الأمن إلى نشاطها وكان انتشارها ملحوظا بعديد الساحات الكبرى رغم صعوبة الظروف الناجمة عن الأضرار الكبيرة التي لحقت مراكز وأقاليم الأمن والحرس الوطنيين وتعرض السيارات التابعة لها للحرق. كما انتشرت قوات الأمن الداخلي بجهة قفصة بعد غياب خلال اليومين الأخيرين حيث لوحظ منذ الساعات الأولى للصباح قيام الدوريات الأمنية بنشاطها المعتاد في جهة قفصة الكبرى لتأمين الحركية حول المؤسسات التربوية وبالأحياء والتجمعات السكنية وكذلك بالأسواق سيما وان يوم الأربعاء هو موعد السوق الأسبوعية بمدينة قفصة. وأفاد مسؤول بإقليم الأمن الوطني بقفصة أن عودة قوات الشرطة إلى سالف عملها شهدت تركيز 6 نقاط على مستوى مداخل قفصة الكبرى و3 نقاط مرورية لتيسير حركة التنقل بوسط المدينة زيادة على تنظيم دوريات ليلية مشتركة مع قوات الجيش والحرس الوطنيين. وقد انطلقت منذ أيام أشغال ترميم وإصلاح المباني المتضررة لمنطقة الأمن الوطني بمدينة قفصة ولخمسة مراكز أمنية أخرى بكل من قفصة والسند والقطار والرديف وهو ما سيتيح عودة النشاط الطبيعي في الأيام القليلة المقبلة حسب ذات المصدر. وعلى صعيد آخر شهدت ولاية قفصة تحسنا كبيرا بخصوص استئناف المؤسسات التربوية لعملها مقارنة مع الأيام الماضية حيث أفاد مسؤول بالإدارة الجهوية للتربية أن اغلب المدارس الإعدادية والمعاهد قد استقبلت تلاميذها بصورة طبيعية. فمن جملة 61 مؤسسة إعدادية وثانوية تشهد 7 مؤسسات فقط حتى الآن بعض الاضطرابات المتقطعة بمناطق تابعة لمعتمديات أم العرائس والرديف والمتلوي والقطار. وفي ولاية سيدي بوزيد شهد الوضع العام انفراجا ملحوظا حيث ساد الهدوء في المنطقة بعد الاضطرابات الأخيرة وبدأت ساحة البوعزيزي تخلو من المواطنين الذين دفعتهم شائعات حول توزيع مساعدات مالية وغيرها إلى التوافد بأعداد هائلة على مقر الولاية للاحتجاج على أوضاعهم. كما عادت الدروس إلى نسقها العادي بكل المؤسسات التربوية اذ توزعت الوحدات الأمنية لتأمين الظروف الملائمة التي تمكن التلاميذ من مواصلة دراستهم والمواطنين من الالتحاق بمواقع العمل. وعرفت مختلف المعتمديات عودة للحياة الطبيعية حيث لم تسجل أية تجاوزات أمنية من شانها أن تعكر الوضع العام. أما بولاية قبلي التي شهدت أيضا استئنافا لنشاط قوات الأمن فقد تجمهر عدد من المواطنين أمام مقر الولاية منادين بالنظر في وضعياتهم الاجتماعية والتدخل لمساعدتهم إلى جانب عمال الحظائر الذين طالبوا بتسوية وضعياتهم المهنية. ويشهد مكتب التشغيل بقبلي إقبالا مكثفا من قبل أصحاب الشهائد العليا قصد إيداع مطالبهم والاستفسار عن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المؤقتة في شأنهم. واستبشر مواطنو ولاية أريانة بعودة أعوان الأمن إلى مواقعهم ومباشرتهم لأعمالهم بمختلف شوارع وأحياء عديد المناطق حيث شوهدت وحدات للأمن والحرس الوطني وهي تجوب الشوارع بكل من سيدي ثابت والتضامن ورواد وسكرة فيما عاد أعوان المرور لتيسير حركة الجولان بالمفترقات. كما تم فتح بعض مراكز الشرطة للعمل بعد أن تمت تهيئتها وتبييضها من مخلفات أعمال التخريب على غرار مركزي الأمن بأريانة وسكرة. والتحق مديرو الاعداديات والمعاهد بمواقع عملهم بولاية أريانة بعد إضرابهم يوم الثلاثاء للمطالبة بتوفير الأمن للمؤسسات التربوية وحماية الإطار التربوي والتلاميذ من الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل مجهولين في غياب الوحدات الأمنية والجيش. وقد شهدت المؤسسات التربوية بالجهة عودة طبيعية لنشاطها حيث أوضح السيد المنذر الصغيري مدير المعهد النموذجي بأريانة أن الدروس بالمعهد تسير بصفة عادية مشيرا إلى عزم الأسرة التربوية على مواجهة كافة التحديات وتدارك ما فات من المنهج الدراسي. ومن جهته ذكر السيد رياض الوسلاتي مدير المعهد الثانوي خير الدين بأريانة أن 90 بالمائة من التلاميذ التحقوا بالأقسام وقد أبدو استعدادا لاستكمال الدروس. كما شهدت المعاهد الثانوية بعدد من الأحياء ذات الكثافة السكانية على غرار الرفاهة بالمنيهلة والشابي بالتضامن عودة طبيعية للدروس مشوبة بالحذر حيث يتابع المديرون بها الوضع الأمني عن كثب بالتوازي مع تشديد الحراسة على البوابات ومنع دخول الغرباء. وبولاية سوسة لوحظ تنقل دوريات أمنية بأغلب المناطق إلى جانب التحاق أعوان الأمن بالمراكز للقيام بواجبهم في حماية الأفراد والممتلكات علما وان أشغال ترميم مراكز الشرطة بحمام سوسة وهرقلة وأكودة التي تعرضت لأعمال حرق خلال الأحداث الأخيرة أوشكت على نهايتها. ويواصل الطلبة بالمؤسسات الجامعية بالجهة إجراء امتحاناتهم في ظروف عادية فيما استؤنفت اليوم الدروس بالمؤسسات التربوية بعد حالة الفزع التي كان سببها إشعاعات حول اختطاف تلاميذ. ووسط أجواء من الهدوء وحركية تجارية نشيطة بمدينة تطاوين ظهرت سيارات الشرطة وأعوان الأمن في أهم المفترقات رغم أن مركزي الشرطة بالمدينة تم حرقهما بالكامل. كما استؤنفت الدروس في مختلف المؤسسات التربوية بجهة تطاوين بعد أن شهدت في الأيام الماضية بعض التشويش والاضطراب الناجم عن اقتحام عدد من المجهولين للمدرسة الإعدادية ابن رشد ومعهد حي المهرجان لإخراج التلاميذ من فصولهم ومنعهم من مواصلة الدراسة. وواصل عدد من الشباب العاطل عن العمل التظاهر أمام مقر ولاية تطاوين مطالبين بمواطن عمل وبحلول لأوضاعهم المعيشية الصعبة. وفي باجة تميز الوضع العام بالهدوء بعد عودة مصالح الأمن للعمل وتواصل نسق تزويد الأسواق بصورة طبيعية وعادت الحركية التجارية إلى طبيعتها تدريجيا واستؤنفت الحياة الدراسية مع ملازمة الحذر جراء الشائعات المتكررة التي أدت إلى تغيب عدد من التلاميذ على مقاعد الدراسة. وتواصل إضراب عمال عدد من المصانع بالمناطق الصناعية بباجة الشمالية ومجاز الباب للمطالبة بالحقوق المهنية في حين ما زال التوتر سائدا في محيط مقر الولاية التي تشهد يوميا تجمعا كبيرا للمواطنين لتقديم مطالب مختلفة مع انتشار قوات الجيش الوطني بعدد من المناطق والمواقع الاستراتيجية. وتنشر حاليا بمختلف معتمديات ولاية زغوان وحدات للأمن والحرس الوطني في فرق مشتركة مع الجيش الوطني بجميع النقاط التقليدية لتأمين العبور والتفتيش والمنتشرة بكافة ربوع الجهة. ومن المنتظر قريبا أن تستعيد مراكز الأمن الوطني التي تم حرقها خلال الأحداث الأخيرة بكل من مدن الزريبة و زغوان والفحص مقراتها حيث تم الشروع في إعادة ترميمها من قبل الأهالي.