أخبار تونس- تشهد منطقة “رأس جدير” والساحات المحاذية لنقطة العبور وكذلك مدينة بن قردان والطريق الرابطة بينهما حركة كثيفة جيئة وذهابا حيث تمتد قوافل السيارات والحافلات وعربات قوى الأمن والجيش الوطنيين لمئات الأمتار فى مشاهد كانت غير مألوفة وأصبحت من يوميات الجهة منذ اندلاع الشرارة الأولى لانتفاضة الأشقاء فى ليبيا قبل نحو أسبوع. ولا تزال حركة عبور التونسيين والرعايا الأجانب كثيفة رغم مرور أسبوع كامل من بداية عمليات الهروب الجماعي حيث سجلت الجهة توافد 35 ألف شخص منهم 17 ألف و427 تونسي و12 ألف مصري و1843 صيني والبقية من جنسيات مختلفة حتى منتصف ليلة يوم الجمعة 25 فيفري. وقد سجلت الساعات الأخيرة توافد 2035 مصري وعدد هام من الصينيين والأتراك مقابل تراجع أعداد التونسيين العائدين من الأراضي الليبية. ويتم نقل اللاجئين عبر حافلات ، التونسيين نحو مناطقهم والأجانب ومنهم بالخصوص الصينيون والأتراك إلى مدينة جربة حيث نسقت سفاراتهم عملية إقامتهم وعودتهم إلى بلدانهم. في المقابل، نشطت جهود الأهالي والمتطوعين وخاصة شباب لجان حماية الثورة ببن قردان والهلال الأحمر والحماية المدنية فضلا عن ديوان التونسيين بالخارج والسلط المحلية والهيئات الإدارية المعنية للإحاطة بالعابرين وخاصة من الرعايا الأجانب على جميع المستويات ومساعدتهم على إتمام إجراءات العبور. ورغم توفق مختلف الأطراف في استقبال الوافدين على تونس عبر رأس جدير فى توفير الأغذية بفضل مجهود تضامني سخي إلا أن إشكالية تأمين إقامة المصريين لا تزال قائمة أمام تباطؤ ترحيل الأفواج القادمة منذ أيام. وقد دعا الهلال الأحمر الهيئات الإقليمية والدولية إلى التعجيل بترحيل الجالية المصرية تخوفا من الوافدين الجدد وهم بالآلاف. وفى هذا السياق، طلب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاتحاد الدولي للصليب الأحمر فى تصريح صحفي من المنظمات الدولية أن توجه نداء للسلطات المصرية للإسراع في ترحيل رعاياها. من ناحيتها، تواصل بعثة المنظمة الدولية للهجرة المتواجدة بهذه المنطقة معاضدة جهود الهلال الأحمر فى مساعدة اللاجئين وتأمين عودتهم إلى بلدانهم. وفى هذا السياق، عبرت السيدة هينكي فيت من مصلحة المساعدة الإنسانية بالاتحاد الأوروبي عن إعجابها بالمجهود التطوعي والتضامني الذي برهن عليه الشعب التونسي تجاه الشعب الليبي قائلة “سنستجيب لأي طلب مساعدة، لقد تم تخصيص 300 مليون يورو لتمويل مساعدات للرعايا التونسيين والأجانب في ليبيا وعلى الحدود التونسية الليبية”. كما قدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين “الانروا” مساعدة إنسانية تتمثل أساسا في 100 خيمة و3000 قطعة من الأغطية وحشايا ومستلزمات أخرى. هذا وقد حلت البارحة بمطار جربة طائرة عسكرية من الكويت محملة بمساعدات طبية في انتظار وصول طائرة تقل مخيما يتسع ل 10 آلاف شخص. من جهة أخرى وصل إلى المنطقة وفد يمثل المنظمة الدولية للصحة الذي عاين الأوضاع بمخيم اللاجئين الذي ركزه الجيش الوطني وهو يتابع ظروف إيواء الجالية الأجنبية كما زار الوفد المستشفى المحلي ببن قردان حيث تم تركيز وحدة لتجميع الأدوية من مختلف الجهات. كما حرصت هذه المؤسسة الصحية على تقديم العديد من خدمات الإسعاف والمعالجة لإعداد من المرضى والمصابين الوافدين من الجهة الأخرى للحدود. ويذكر أن المؤسسة تستقبل يوميا حوالي 40 شخص يشكون من أمراض مزمنة وحالات ولادة مبكرة أو إجهاض ورضوض جراء التعنيف الشديد وتعفنات إلى جانب حالات استوجبت عمليات جراحية خاصة لاستئصال الزائدة الدودية.